كأن الأشياء كلها إليه انتهاؤها وهي محدودة كلها غيره عز وجل وهو محدود، بل هو غاية المحدودين وغاية الغايات لا غاية له، والأحد يجئ في الكلام بمعنى الأول وبمعنى الواحد، فإذا جاء بمعنى الأول وبمعنى الواحد جاز أن يتكلم به في الخبر كقولك : هذا واحد أحد، والعرب كانت تسمى يوم الأحد في الجاهلية أولاً، وقولك " يوم الأحد " دليل على أنه اليوم الأول من الأسبوع، والثنين دليل على أنه اليوم الثاني، وفي التوراة أن الله عز وجل أول ما خلق من الأيام " يوم الأحد " قلت : يمكن أن يكون معنى يوم الأحد يوم الله، أضيف إليه لكونه أول مخلوقاته من الأيام، فلما أوجد الثاني سمي يوم الاثنين، لأنه ثاني يوم الأحد، قال : وضد الواحد اثنان، وضد الأحد الآخر، قال الله تعالى :﴿قال أحدهما أراني أعصر خمراً﴾ [يوسف : ٣٦] ثم قال في ضده " وقال الآخر " فهذا دليل على أن معنى قولهم " يوم الأحد " اليوم الأول : لأنهم قالوا لما بعده اثنان، ولم يقولوا : الآخر، لأن الأحد إذا لم يكن بمعنى الأول فضده الآخر، وإذا كان الأحد بمعنى الأول جاز الخبر والجحد، وإذا لم يكون بمعنى الأول وكان بمعنى الواحد جاز في الخبر في الجحد، قال الله تعالى :﴿فابعثوا أحدكم بورقكم هذه﴾ [الكهف : ١٩] فهذه من الخبر، فإذا لم يكن أحد بمعنى الأول وبمعنى الواحد لم يجز أن يتكلم به إلا في الجحد، تقول : ما جاءني أحد، ولا يجوز : جاءني أحد، وكلمني أحد، قال الله تعلاى في معنى الجحد ﴿أيحسب أن لن يقدر عليه أحد﴾ [البلد : ٥] وأحد يستوي فيه المذكر والمؤنث، قال الله تعالى :﴿يا نساء النبي لستن كأحد من النساء﴾ [الأحزاب : ٣٢] وواحد لا يستوي فيه المذكر والمؤمنت حتى يدخل فيه الهاء فيقال " واحدة " لا يجوز "
٥٨٤