والشريف الذي كمل في شرفه، والعظيم الذي كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والغني الذي كمل في غناه، والجبار الذي كمل يف جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحكم الذي قد كمل في حكمه، وهو الذي كمل في أنواع الشرف والسؤدد وهو الله عز وجل، هذه صفته لا تنبغي إلا له، ليس له كفوء، وليس كمثله شيء، فسبحان الله الواحد القهار وقال أبو العباس بن تيمية الحنبلي في كتابه " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان " : أجمع سلف الأمة وأئمتها أن الرب سبحانه وتعالى بائن منمخلوقاته، يوصف بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ﷺ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل بوصف من صفات الكمال دون صفات
٥٨٩
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٥٧٧
النقص، ونعلم أنه ليس كمثله شيء ولا كفوء له في شيء من صفات الكمال كما قال الله تعالى :﴿قل هو الله أحد الله الصمد﴾ - إلى آخرها، قال ابن عباس رضي الله عنهما : الصمد إلى آخر ما مضى عنه، وقال ابن مسعود رضي الله عنه وغيره : هو الذي لا جوف له، والأحد الذي لا نظير له.