ويجوز أن يكون " كان " ناقصة ويكون " كفواً " خبرها، وسوغ خبريته تخصيصه بـ " له " كما قالوا في " إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله " وقد وصح أن هذه السورة أعظم مبين للذات الأقسد بترتيب لا يتصور في العقل أن يكون شيء يساويه، ولكما لا تقع في الوهم أن يكون شيء يساويها أو يساوي شيئاً منها، فأثبت أولاً حقيقته المحضة وهويته بأنه هو، لا اسم لتلك الحقيقة من حيث هي إلا ذلك، فعلم أنه واجب الوجود لذاته لا لشيء آخر أصلاً، ثم عقب ذلك بياناً له بذكر الإلهية التي هي اقرب اللوازم لتلك الحقيقة وأشدها تعريفاً.
ولما اقتضت الإلهية الوحدة لأنها عبارة عن الاستغناء المطلق واحتياج الغير إليه الاحتياج المطلق، دل عليها بالأحد، ودل على تحقيق معنى الإلهية والواحدة معاً بالصمدية لما لها من المعنيين : وجوب الوجود بعدم الجوف وجوداً أو تقديراً والسيادة المفيضة لكل وجود على كل موجود وجوداً لا يشبه وجوده سبحانه :
" وأين الثريا من يد المتناول " " الأمر أعظم من مقالة قائل "