اليوم" فإذا ضممت إليها كلمات البسملة صارت سبعاً وعشرين توازي سنة استحكام أمر عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه الذي ما سلك فجاً إلا سلك الشيطان فجاً غيره، وذلك سنة أربع عشرة من الهجرة، هذا بالنظر إلى كلماتها، فإن نظرت إليها من جهة الحروف كانت لها أسرار كبرى من جهة أخرى، منها أن كلماتها مع كلمات الفاتحة انتظمت من ستة وعشرين حرفاً
٦١٩
وهي ما عدا الثاء المثلثة والزاء الظاء المعجة من حروف المعجم التسعة والعشرين كل واحدة منهما من اثنين وعشرين حرفاً اشتركتا في ثمانية عشر منها، واختصت كل واحدة منهما بأربعة : الفاتحة بالحاء والطاء المهملتين، والضاد والغين المعجمتين، والناس بالجيم والخاء والشين المعجمتين والفاء، وقال ابن ميلق : سقط من الفاتحة سبعة أحرف " ثج خز شظف "، انتهى، فلعل في ذلك - والله أعلم - إشارة إلى أن - تكامل نزول القرآن من أوله إلى آخره في عدد الحروف التي اشتمل عليها كل من سورتي أوله وآخره من السنين وذلك اثنان وعشرون، والثالثة والعشرون سنة القدوم على منزله الحي القيوم سبحانه وتعالى ما أعظم شأنه، وأعز سلطانه، وأقوم برهانه.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٦١١


الصفحة التالية
Icon