وقد قلت مادحاً للكتاب المذكور، بماابان عنه من عجائب المقدور، وغرائب الأمور، شارحاً لحالي، وحالهم وظفر آمالي، وخيبة آمالهم من مجزوء الرجز، وضربه مقطوع، والقافية متواتر مطلق مجرد، مسمياً له بـ " كتاب لمّا " لأن جل مقصوده بيان ارتباط الجمل بعضها ببعض حتى أن كل جملة تكون آخذة بحجزة ما أمامها متصلة بها، وذلك هو المظهر المقصود من الكلام وسره ولبابه، الذي هو للكلام بمنزلة الروح وبيان معاني المفردات، وكل جملة على حيالها بمنزلة الجسد، فالوح هو المقصود الأعظم يدرك ذلك من يذوق ويفهم، ويسري ذهنه في ميادين التراكيب ويعلم، و" لما " طرف يراد بها ثبوت الثاني مما دخل عليه بثوبت الأول على غاية المكنة بمعنى أنها كالشروط تطلب جملتين يلزم لذلك الملزوم، فتم الكتاب في هذا النظم بـ " لما " لأني أكثرت من استعمالها فيه لهذا الغرض :
هذا كتاب لما لم المعاني لما
٦٢١
غدت بحور علمه تمد مداً جما بشرت من يحسده بأن يموت غما فإن قصدي صالح جاهدت فيه الهما فربنا يقبله كيفية وكما فبالذي أردته لقد أحاط علما كابدت فيه زمناً من حاسدي ما غما عدوا سنين عددا يسقون قلبي السما وكم دهوني مرة وكم رموني سهما وأوسقوا قلبي أذى وأوسعوني ذما وكم بغوني عثرة فما رأوا لي جرما وفتروا من قاصدي همهمة وعزما وأوعدوهم بالأذى وأوهنوهم رجما ألقى إذا اشتد لظى أذى إذا هم رجما ألقى إذا الليل دجا وبالبلا ادلهما أذاهم وظلمهم بدعوة في الظلما أستصرخ الله بهم أقول يا اللهما يا رب إني جاهد فارفرج إلهي الغما لا ذنب لي عندهم إلا الكتاب لما جرت ينابيع الهدى منه فصارت يما صنعته وفي بحو رعلمه ما طما وقد علا تركيبه وعاد يحلو نظما عملته نصيحة لمن يحب العلما أودعته فرائداً يرقص منه الفهما تجلو العمى من لطفها وتسمع الأصما
٦٢٢


الصفحة التالية
Icon