" صفحة رقم ١٤٧ "
وعن علي بن الحسين زين العابدين قال : حدثنا أبي سيد شباب أهل الجنة قال : حدثنا أبي سيد الأوصياء قال : حدثنا محمد سيد الأنبياء قال :( ( الإيمان قول مقول وعمل معمول وعرفان بالعقول واتباع الرسول ) ).
واما الغيب فهو ما كان مغيبا عن العيون محصلا في القلوب وهو مصدر وضع موضع الاسم فقيل للغائب غيب كما قيل للصائم : صوم وللزائر : زور وللعادل : عدل.
الربيع بن أبي العالية ) يؤمنون بالغيب ( قال : يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ولقائه ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث فهذا غيب كله.
عمر بن الأسود عن عطاء بن أبي رباح :) الذين يؤمنون بالغيب ( قال : بالله من آمن بالله فقد آمن بالغيب.
سفيان عن عاصم بن أبي النجود في قوله ) يؤمنون بالغيب ( قال : الغيب : القرآن. وقال الكلبي : بما نزل من القرآن وبما لم يجىء بعد.
الضحاك : الغيب لا آله إلا الله وما جاء به محمد ( ﷺ ) وقال زر بن حبيش وابن جريج وابن واقد : يعني بالوحي نظيره قوله تعالى :) أعنده علم الغيب فهو يرى ( وقوله :) عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ( وقوله :) وما هو على الغيب بضنين (.
الحسن : يعني بالآخرة. عبد الله بن هاني : هو ما غاب عنهم من علوم القرآن.
وروى زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) انه قال : كنت مع النبي ( ﷺ ) جالسا فقال :( ( أتدرون أي أهل الأيمان أفضل ؟ ) ) قالوا : يا رسول الله الملائكة قال :( ( هم كذلك وحق لهم ذلك وما يمنعهم وقد أنزلهم الله تعالى بالمنزلة التي أنزلهم بل غيرهم ) ).
قلنا : يا رسول الله الأنبياء ؟ قال :( ( هم كذلك وحق لهم ذلك وما يمنعهم بل غيرهم ) ) قلنا : يا رسول الله فمن هم ؟ قال :( ( أقوام يأتون من بعدي هم في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يرونني يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا ) ).
وروى حسن إن الحرث بن قيس عن عبدالله بن مسعود : عند الله يحتسب ما سبقتمونا إليه يا أصحاب محمد من رؤية رسول الله ( ﷺ ) فقال عبد الله بن مسعود : نحن عند الله نحتسب إيمانكم بمحمد ^ ولم تروه ثم قال عبد الله : إن أمر محمد كان بينا لمن رآه والذي لا اله إلا