" صفحة رقم ١٤٩ "
) وبالآخرة ( أي بالدار الآخرة وسميت آخرة لأنها تكون بعد الدنيا ولأنها أخرت حتى تفنى الدنيا ثم تكون.
) هم يوقنون ( يعلمون ويتيقنون أنها كائنة ودخل ( هم ) تأكيدا يسميه الكوفيون عمادا والبصريون فصلا.
البقرة :( ٥ ) أولئك على هدى.....
) أولئك ( أهل هذه الصفة وأولاء : أسم مبنى على الكسر ولا واحد له من لفظه والكاف خطاب ومحل أولئك رفع بالابتداء وخبره في قوله :) على هدى ( رشد وبيان وصواب. ) من ربهم وأولئك ( ابتدائان و ) هم ( عماد ) المفلحون ( خبر الابتداء وهم الناجون الفائزون فازوا بالجنة ونجوا من النار وقيل : هم الباقون في الثواب والنعيم المقيم.
وأصل الفلاح في اللغة : البقاء. قال لبيد : نحل بلادا كلها حل قبلنا
ونرجو فلاحا بعد عاد وحمير
وقال آخر : لو كان حي مدرك الفلاح
أدركه ملاعب الرماح
أبو براء يدرة المسياح
وقال مجاهد : أربع آيات من أول هذه السورة نزلت في المؤمنين وآيتان بعدهما نزلت في الكافرين وثلاث عشرة آية بعدها نزلت في المنافقين.
البقرة :( ٦ ) إن الذين كفروا.....
) إن الذين كفروا ( : يعني مشركي العرب وقال الضحاك : نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته. وقال الكلبي : يعني اليهود وقيل : المنافقون.
والكفر : هو الجحود والإنكار.
وأصله من الكفر وهو التغطية والستر ومنه قيل للحراث : كافر ؛ لأنه [ يستر البذر ] قال الله تعالى :) أعجب الكفار نباته ( : يعني الزراع وقيل للبحر : كافر ولليل : كافر. قال لبيد : حتى إذا ألقت يدا في كافر
وأجن عورات الثغور ظلامها
في ليلة كفر النجوم غمامها


الصفحة التالية
Icon