" صفحة رقم ١٧٣ "
) وأمّا الذين كفروا ( بمحمد ( ﷺ ) والقرآن. ) فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا ( : أي بهذا المثل. فلمّا حذف الألف واللام نصب على الحال والقطع والتمام، كقوله :) وله الدّين واصباً (.
فأجابهم الله تعالى فقال : أراد الله بهذا المثل ) يضلُّ به كثيراً ( من الكافرين ذلك أنهم ينكرونه ويكذّبونه ) ويهدي به كثيراً ( من المؤمنين يعرفونه ويصدّقون.
) وما يضلّ به الاّ الفاسقين ( الكافرين، وأصل الفسق : الخروج، قال الله تعالى :) ففسق عن أمر ربّه ( أي خرج. تقول العرب : فسقت الرّطبة عن القشر، أي خرجت.
البقرة :( ٢٧ ) الذين ينقضون عهد.....
ثمّ وصفهم فقال :) الذين ينقضون ( أي يتركون ويخالفون، وأصل النقض : الكسر.
) عهد الله ( أمره الذي عَهِد إليهم يوم الميثاق بقوله تعالى :) ألستُ بربّكم قالوا بلى ( وما عهد إليهم في التوراة أن يؤمنوا بمحمد ( ﷺ ) ( وضمّنه ) نعته وصفته.
) من بعد ميثاقه ( توكيده وتشديده، وهو مفعال من الوثيقة.
) ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ( يعني الأرحام، وقيل : هو الإيمان بجميع الرّسل والكتب، وهو نوع من الصّلة ؛ لأنهم قالوا :) نؤمن ببعض ونكفر ببعض ( فقطعوا، وقال المؤمنون :) لا نفرّق بين أحد من رُسُله ( فوصلوا.
) ويفسدون في الأرض ( بالمعاصي وتعويق الناس عن الإيمان بمحمد ( ﷺ ) والقرآن.
) أولئك هم الخاسرون ( : أي المغبونون بالعقوبة وفوت المثوبة، ثمّ قال : لمشركي مكة على التعجّب :
البقرة :( ٢٨ ) كيف تكفرون بالله.....
) كيف تكفرون بالله وكنتم ( واو الحال ) أمواتاً ( نطفاً في أصلاب آبائكم ) فأحياكم ( في الأرحام في الدنيا ) ثم يميتكم ( عند انقضاء آجالكم. ) ثمّ يحييكم ( للبعث. ) ثمّ إليه ترجعون ( تأتون في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم.
وقرأ يعقوب : ترجعون، وبيانه بفتح الأول وكسر الجيم جعل الفعل لهم.
البقرة :( ٢٩ ) هو الذي خلق.....
) هو الذي خلق لكم ( لأجلكم. ) ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء ( أي قصد وعمد إلى خلق السماء.


الصفحة التالية
Icon