" صفحة رقم ٨٧ "
....
فيكون معنى التفسير : كشف المنغلق من المراد بلفظه وإطلاق المحتبس عن فهمه.
والتأويل : بكون الأول معنى مجمله موافق لما قبلها وما بعدها، وأصله من الأول، وهو من
الرجوع، تقول العرب : أولته. قال : أي صرفته فانصرف.
وسمعت أبا القاسم بن أبي بكر السدوسي يقول : سمعت رافع بن عبد الله يقول : سمعت
أبا حبيب زيد بن المهتدي يقول : سمعت الحسن بن محمد بن البصري يقول :.... عن جده
النضر أنه قال :: ' أصله من الإيالة، وهي السياسة، تقول العرب : قد ألنا، وإبل علينا، أي سسنا،
وساسنا غيرنا، فكأن المؤول للكلام [ يسوي الكلام ويضع المعنى فيه موضعه ] القادر عليه،
وواضعه موضعه. وإنما بنوهما على التفعيل ؛ لأنه يدل على التكثير، وكأنه تتبع سورة بعد سورة
وآية بعد آية، وأما الفرق بينهما :
قالت العلماء : التفسير : علم نزول الآية وشأنها وقصتها، والأسباب التي نزلت فيها. فهذا
وأضرابه [ محظورة ] على الناس القول إلا باستماع الأثر. فأما التأويل فالأمر فيه أسهل ؛ لأنه
صرف الآية إلى معنى يحتمله، وليس بمحظور على العلماء استنباطه والقول فيه وإنما يكون مرآتنا
الكتاب والسنة.