" صفحة رقم ١١٠ "
والسلمي وطلحة وقتادة وأبو إسحاق وأهل المدينة وأيوب بالتشديد من التقدير وهي اختيار الكسائي، وقرأ الباقون بالتخفيف من القُدرة واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لقوله ) فنعم القادرون ( ويجوز أن يكون التشديد والتخفيف بمعنى واحد كقوله سبحانه وتعالى ) نحن قدرنا بينكم ( فهي بالتخفيف والتشديد، )
المرسلات :( ٢٤ - ٢٥ ) ويل يومئذ للمكذبين
ويل يومئذ للمكذبين ( ) ألم نجعل الأرض كفاتاً ( وعاء
المرسلات :( ٢٦ ) أحياء وأمواتا
) أحياء وأمواتاً ( تجمعهم أحياء على ظهرها فإذا ماتوا ضمتهم إليها في بطنها وقال ( بنان الصفّار ) : خرجنا في جبانة مع الشعبي فنظر إلى الجبانة فقال : هذه الأموات، ثم نظر إلى البيوت فقال : هذه كفات الأحياء. وأصل الكفت : الجمع والضمّ، وكانوا يسمّون بقيع الغرقد كفتة لأنه مقبرة تضمّ الموتى، ومثلّه قول النبي ( عليه السلام ) ( خمروا آنيتكم وأوّكوا أسقيتكم وأجيفوا الأبواب واطفئوا المصابيح واكفتوا صبيانكم فإنَّ للشيطان انتشاراً وخطفة ) يعني بالليل، ويقال للأرض : كافتة.
المرسلات :( ٢٧ ) وجعلنا فيها رواسي.....
) وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم فُراتاً ( عذباً
المرسلات :( ٢٨ ) ويل يومئذ للمكذبين
) ويلٌ يومئذ للمكذّبين ( ثم أخبر أنه يقال لهم يوم القيامة :
المرسلات :( ٢٩ ) انطلقوا إلى ما.....
) انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون ( في الدنيا
المرسلات :( ٣٠ ) انطلقوا إلى ظل.....
) انطلقوا إلى ظلَ ذي ثلاث شُعب ( يعني دخان جهنم إذا ارتفع أشعب، وقيل : أنها عنق يخرج من النار فينشعب ثلاث شعب فأمّا النور فيقف على رؤوس المؤمنين والدخان يقف على رؤس المنافقين واللهب الصافي يقف على رؤس الكافرين، وقال مقاتل : هو السرادق والظل من يحموم.
المرسلات :( ٣١ ) لا ظليل ولا.....
) لا ظليل ( لا كنين ) ولا يغني من اللهب (
المرسلات :( ٣٢ ) إنها ترمي بشرر.....
) إنّها ( يعني جهنم ) ترمي بشرر (، وهي ما تطاير من النار إذا التهبت واحدتها شررة ) كالقصر ( وقرأ عيسى بشرار وهي لغة تميم وأحدها شرارة.
) كالقصر ( وقرأه العامّة بسكون الصاد، وقال ابن مسعود : يعني الحصون والمدائن وهو واحد القصر وهي رواية الوالي عن ابن عباس قال : كالقصر العظيم، وقال القرظي : إنّ على جهنم سوراً فما خرج من وراء السور مما يرجع إليه في عظم القصر ولون النار.
وروى سعيد عن عبدالرحمن بن عابس قال : سألت ابن عباس عن قوله سبحانه :) إنها ترمي بشرر كالقصر ( قال هي الخشب العظام المقطعة وكنا نعمد إلى الخشب فنقطعها ثلاثة أذرع وفوق ذلك ودونه ندّخره للشتاء فكنّا نسمّيها القصر، وقال مجاهد : هي حزم الشجر، وقال سعيد ابن جبير والضحاك : هي أصول النخل والشجر العظام واحدتها قصرة مثل تمرة وتمر وجمر وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس : كالقصر بفتح الصاد أراد أعناق النخل، والقصرة العنق وجمعها قصر وقصرات، وقرأ سعيد بن جبير كالقصر بكسر القاف وفتح الصاد قال أبو حاتم : ولعله لغة ونظيرها في الكلام حاجة وحوج، كأنه ردّ الكناية إلى اللفظ.


الصفحة التالية
Icon