" صفحة رقم ١٣١ "
هذه الآيات، فكان رسول الله ( ﷺ ) بعد ذلك يكرمه وإذا رآهُ قال :( مرحباً بمن عاتبني فيه ربي ) ويقول :( هل لك من حاجة ) واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين غزاهما قال أنس بن مالك : فرأيته يوم القادسية عليه درع ومعه راية سوداء، قال ابن زيد كان يقال : لو كتم رسول الله ( ﷺ ) شيئاً من الوحي لكتم هذا.
عبس :( ٣ ) وما يدريك لعله.....
) وما يدريك لعلّهُ يزكى ( أي يتطهّر من ذنوبه ويتّعظ ويصلح، وقال ابن زيد : يسلم.
عبس :( ٤ ) أو يذكر فتنفعه.....
) أو يذكر ( يتعظ ) فتنفعه الذكرى ( الموعظة، وقراءة العامة فتنفعه بالرفع نسقاً على قوله يزّكى ويذكر، وقرأ عاصم في أكثر الروايات بالنصب على جواب لعل بالفاء.
عبس :( ٥ ) أما من استغنى
) أمّا من استغنى ( اثرى
عبس :( ٦ ) فأنت له تصدى
) فأنت له تصدّى ( تتعرّض وتصغي إلى كلامه قال الراعي :) تصدى ( لوّضاح كان جبينه سراج الدجى تجبى إليه الأساور، وقرأ أهل الحجاز وأيوب تصّدى بتشديد الصاد على معنى يتصدى، وقرأ الباقون بالتخفيف على الحذف.
عبس :( ٧ ) وما عليك ألا.....
) وما عليك ألَّا يزكى ( أن لا يسلم أن عليك إلاّ البلاغ
عبس :( ٨ ) وأما من جاءك.....
) وأمّا من جاءك يسعى ( يمشي يعني الأعمى
عبس :( ٩ ) وهو يخشى
) وهو يخشى ( الله سبحانه
عبس :( ١٠ ) فأنت عنه تلهى
) فأنت عنه تلهى ( تعرض وتتغافل وتتشاغل بغيره
عبس :( ١١ ) كلا إنها تذكرة
) كلاّ ( ردع وزجر أي لا تفعل مثلها بعدها فليس الأمر كما فعلت من إقبالك على الغني الكافر وإعراضك ( عن ) الفقير المؤمن.
) إنّها ( يعني هذه الموعظة، وقيل : هذه السورة، وقال مقاتل : آيات القرآن ) تذكرة ( موعظة وتبصرة
عبس :( ١٢ ) فمن شاء ذكره
) فمن شاء ( من عباد الله ذكره اتّعظ به، وقال مقاتل : فمن شاء الله ذكّره، أي فهّمه واتعض به إذا شاء الله منه ذلك وذكّره وفهمه، والهاء في قوله :) ذكره ( راجعة إلى القرآن والتنزيل والوحي أو الوعظ.
عبس :( ١٣ ) في صحف مكرمة
) في صحف مكرّمة ( يعني اللوح المحفوظ، وقيل : كتب الأنبياء ( عليهم السلام )، دليله قوله سبحانه :) إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ٢ )
عبس :( ١٤ ) مرفوعة مطهرة
) مرفوعة ( رفيعة القدر عند الله ) مطهرة }
عبس :( ١٥ ) بأيدي سفرة
) بأيدي سفرة ( قال ابن عباس ومجاهد : كتبة وهم الملائكة الكرام الكاتبون واحدهم سافر، ويقال : سفرت أي كتبت ومنه قيل للكتاب سفر، وجمعه أسفار، ويقال للورّاق سفّرا بلغة العبرانية وقال قتادة : هم القرّاء، وقال الباقون : هم الرسل من الملائكة واحدهم سفير وهو الرسول، وسفير القوم هو الذي يسعى بينهم للصلح، وسفرت بين القوم إذا أصلحت بينهم، قال الشاعر