" صفحة رقم ١٥٢ "
فتأبى السماء أن تقبلها ثم يهبط بها إلى الأرض فتأبى الأرض أن تقبلها فيُهبط تحت سبع أرضين حتى ينتهي بها إلى سجّين، وهي حدّ إبليس، فيخرج لها من سجين من تحت حدّ إبليس رق فيرقم ويختم ويوضع تحت حدّ إبليس بمعرفتها الهلاك بحساب يوم القيامة، وإليه ذهب سعيد بن جبير قال : سجّين تحت حدّ إبليس، وقال عطاء الخراساني : هي الأرض السُفلى وفيها إبليس وذريته.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا الفضل قال : حدّثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم قال : قراءتي على يونس بن عبدالأعلى قال : أخبرنا ابن وهب قال : وحدّثني عمارة بن عيسى عن يونس بن يزيد عمّن حدّثه عن ابن عباس أنه قال لكعب الأحبار : أخبرني عن سجّين وعليّين، فقال كعب : والذي نفسي بيده لأأخبرنّك عنها إلاّ بما أجدُ في كتاب الله المنزل، أما سجّين فإنّها شجرة سوداء تحت الأرضين السبع مكتوب فيها كلّ اسم شيطان، فإذا قبضت نفس الكافر عرج بها إلى السماء فغلقت أبواب السماء دونها، ثم رمى بها إلى سجين فذلك سجين، وأما عليّيون فإنّه إذا قُبضت نفس المسلم عرج بها إلى السماء وفتحت لها أبواب السماء حتى تنتهي إلى العرش، قال : فيخرج كفّ من العرش فيكتبُ له نُزله وكرامته فذلك عليّون.
وقال الكلبي : هي صخرة تحت الأرض السابعة السفلى خضراء خضرة السموات منها، يجعل كتاب الفجار تحتها، وقال وهب : هي آخر سلطان إبليس.
وأخبرني عقيل : إن المعافى أخبرهم عن ابن جرير قال : حدّثني إسحاق بن وهب الواسطي قال : حدّثنا مسعود بن موسى بن مشكان قال : حدّثنا نصر بن خزيمة عن شعيب بن صفوان عن القرطي عن أبي هريرة عن النبي ( ﷺ ) قال. ( الفلق جبّ في جهنم مغطّى وأما سجين جبّ في جهنم مفتوح ).
وأخبرنا أبو القمر الصفار قال : أخبرنا حاجب بن أحمد قال : حدّثنا محمد بن حماد قال : حدّثنا يحيى بن سليم الطائفي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله سبحانه :) إن كتاب الفجّار لفي سجّين ( قال : سجّين صخرة تحت الأرض السابعة تقلب فيجعل كتاب الفجّار تحتها، وقال عكرمة : أي لفي خسار وضلال، والمعنى أنه أراد بطلان أعمالهم وذهابها بلا محمده ولا ثواب وهذا سائغ مستفيض في كلام الناس، يقولون لمن خمل ذكره وسقط قدره قد لزق بالحضيض، وقال الأخفش : لفي حبس ضيق شديد، وهو فعّيل من السجّن كما يقال فسّيق وشرّيب قال ابن مقبل :
ورفقه يضربون البيّض ضاحيّة
ضرباً تواصت به الأبطال سّجينا


الصفحة التالية
Icon