" صفحة رقم ١٨٣ "
وقال عقبة بن عامر : لما نزلت ) فسبح باسم ربّك العظيم ( قال رسول الله ( ﷺ ) ( اجعلوها في ركوعكم ) فلما نزل ) سبح اسم ربّك الأعلى ( قال ( ﷺ ) ( اجعلوها في سجودكم ).

بسم الله الرحمن الرحيم

٢ ( ) سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاََعْلَى الَّذِى خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِى قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِىأَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَى سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الاَْشْقَى الَّذِى يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا ( ٢
الأعلى :( ١ ) سبح اسم ربك.....
) سبح اسم ربّك الأعلى ( يعني قل : سبحان ربّي الأعلى، وإلى هذا التأويل ذهب جماعة من الصحابة والتابعين، وقال قوم معناه : نزّه ربّك الأعلى عما يقول فيه الملحدون ويصفه به المبطلون، وجعلوا الاسم صلة، ويجوز أن يكون معناه، نزّه ذات ربّك عما لا يليق به، لأن الاسم والذات والنفس عبارة عن الوجود والإثبات.
وقال آخرون : نزّه تسمية ربّك وذكرك إياه إن تذكره إلاّ وأنت خاشع معظّم ولذكره محترم، وجعلوا الاسم بمعنى التسمية، وقال الفراء : سواء قلت سبح اسم ربّك أو سبح باسم ربّك إذا أردت ذكره وتسبحيه، وقال ابن عباس : صلِّ بأمر ربّك الأعلى.
الأعلى :( ٢ ) الذي خلق فسوى
) الذي خلق فسوّى ( فعدل الخلق
الأعلى :( ٣ ) والذي قدر فهدى
) والذي قدّر ( خفّف عليّ والسلمي والكسائي داله، وشدَّدها الآخرون.
) فهدى ( : قال مجاهد : هدى الإنسان لسبيل الخير والشر والسعادة والشقاوة وهدى الأنعام لمراتعها، وقال مقاتل والكلبي : عرّف خلقه كيف يأتي الذكر الانثى، وعن عطاء قال : جعل لكل دابة ما يصلحها وهذا حاله، وقيل : هدى لإكتساب الأرزاق والمعاش، وقيل : خلق المنافع في الأشياء وهدى الإنسان لوجه إستخراجها منه، وقيل : هدى لدينه مَنْ يشاء من خلقه. قال السدي : قدر الولد في الرحم تسعة أشهر، أقل، أو أكثر، وهدى للخروج من الرحم.
وقال الواسطي : قدّر السعادة والشقاوة عليهم ثم يسّر لكل واحد من الطالعين سلوك ما قدّر عليه، وقيل : قدّر الأرزاق فهداهم لطلبها، وقيل : قدّر الذنوب على عباده ثم هداهم إلى التوبة.
الأعلى :( ٤ ) والذي أخرج المرعى
) والذي أخرج المرعى ( النبات من بين أخضر وأصفر وأحمر وأبيض


الصفحة التالية
Icon