" صفحة رقم ١٩٦ "
وقال القرظي : هي الإسكندرية، وقال مجاهد : هي اِرمة ومعناها القديمة. قتادة : هم قبيلة من عاد، وقال أبو إسحاق : هو جدّ عاد، وهو عاد بن عوص بن اِرم بن سام بن نوح.
وقال مقاتل : اِرم قبيلة من قوم عاد كان فيهم الملك وكانوا موضع مهرة، وكان عاد أباهم فنسبهم إليه، وهو اِرم بن عاد بن شمر بن سام بن نوح.
وأخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حنش قال : حدّثنا أبو الطيّب المروزي قال : حدّثنا محمّد بن علي قال : أخبرنا فضل بن خالد قال : حدّثنا عبيد بن سليمان عن الضحّاك بن مزاحم أنّه كان يقرأ ) اِرم ذات العماد ( بفتح الألف والراء، والإرم الهلاك فقال : اِرم بنو فلان أي هلكوا، وهي رواية العوفي عن ابن عبّاس.
وروي عن الضحّاك أنّه قرأ ) اِرم ذات العماد ( أي أهلكهم وجعلهم رميماً، والصواب أنّها اسم قبيلة أو بلدة فلذلك لم يجرّ.
قوله :) ذات العماد ( قال قوم : يعني ذات الطول والقوّة والشدّة.
أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حنش قال : حدّثنا أبو القاسم بن الفضل قال : حدّثنا أبو حاتم قال : حدّثنا أبو صالح كاتب الليث قال : حدّثني معاوية بن صالح عمّن حدّثه عن المقدام عن النبيّ صلّى الله عليه أنّه ذكر ( اِرم ذات العماد ) فقال :( كان الرجل منهم يأتي بالصخرة فيحملها على ) كاهله فيلقيها على أي حي أراد ) فيهلكهم ).
الفجر :( ٨ ) التي لم يخلق.....
وقال الكلبي : كان طول الرجل منهم أربع مائة ذراع، وقال ابن عبّاس : يعني طولهم مثل العماد، ويقول العرب للرجل الطويل : معمّدا، وقال مقاتل : كان طول أحدهم اثني عشر ذراعاً، وقال آخرون : إنّما قيل لهم : ذات العماد ؛ لأنّهم كانوا أهل عمد سيارة ينتجعون الغيث وينتقلون إلى الكلأ، حيث كان ثمّ يرجعون إلى منازلهم ولا يقيمون في موضع.
قال الكلبي : اِرم هو الذي يجتمع إليه نسب عاد وثمود وأهل السواد وأهل الجزيرة، كان يقال : عاد اِرم وثمود اِرم، فأهلك الله سبحانه عاداً، ثمّ ثمود وبقي أهل السواد وأهل الجزيرة، وكان أهل عمد وخيام وماشية في الربيع، فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم فكانوا أهل جنان وزروع ومنازلهم كانت بوادي القرى، وهي التي يقول الله سبحانه :) لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ (.
وقيل : سمّوا ذات العماد لبناء بناه بعضهم، فشيّد عمده ورفع بناءه، والعماد والعُمد والعَمد جمع عمود، وهو :
ما أخبرنا أبو القاسم المفسّر قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد الصفّار


الصفحة التالية
Icon