" صفحة رقم ٢٠٩ "
وأخبرنا عبدالله بن حامد قال : أخبرنا أبو القاسم عبدالله بن عامر السمرقندي قال : حدّثنا عمر بن يحيى قال : حدّثنا جيغويه قال : حدّثنا صالح بن محمد قال : حدّثنا عبد الحميد المدني عن أبي حازم قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( ابن آدم إنْ نازعك لسانك فيما حرّمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق، وإن نازعك بصرك إلى بعض ما حرّمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق، وإن نازعك فرجك إلى ما حرّمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق ).
البلد :( ١٠ ) وهديناه النجدين
) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ( قال أكثر المفسّرين : يعني بيّنا له طريق الخير والشرّ والحقّ والباطل والهدى والضلالة كقوله :) إنّا هديناه السبيل إمّا شاكراً وامّا كفوراً (.
ودليل هذا التأويل ما أخبرني عبدالله بن حامد إجازة قال : أخبرني أحمد بن يحيى قال : حدّثنا محمّد بن يحيى قال : حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن قرّة بن خالد عن الحسن قال : قال رسول الله صلّى الله عليه :( إنّما هما نجدان نجد الخير ونجد الشرّ، فما يجعل نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير ).
وأخبرنا محمّد بن عبدالله بن حمدون قال : أخبرنا مكّي قال : حدّثنا عبد الرحمن بن بشر قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : حدّثنا أبي عن عمرو بن أبي بكر القرشي عن محمّد بن كعب عن ابن عبّاس في قوله سبحانه :) وهديناه النجدين ( قال : الثديين، وإليه ذهب سعيد بن المسيب والضحّاك، والنجد الطريق في ارتفاع. قال الشاعر :
غداة غدوا فسالك بطن نخلة
وآخر منهم جازع نجد كبكب
( ) فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ أُوْلَائِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِئَايَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ ( ٢
البلد :( ١١ ) فلا اقتحم العقبة
) فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ( يعني فلم يجاوز بهذا الإنسان العقبة فيأمر. قال الفراء أفرد قوله :) فلا اقتحم العقبة ( بذكر لا مرّة واحدة، والعرب لا تكاد تفرد لا مع الفعل الماضي، وفي مثل هذا الموضع حتّى يعيدوها عليه في كلام آخر، كما قال :) فلا صدّق ولا صلّى ( ) ولا خوف