" صفحة رقم ٢١٩ "
غشى (، فلمّا أتى على هذه الآية ) فأنذرتكم ناراً تلظّى ( وقع عليه البكاء فلم يقدر أن ( يتعدّاها ) من البكاء، وقرأ سورة أُخرى.
الليل :( ١٧ - ١٨ ) وسيجنبها الأتقى
) وسيجنّبها الأتقى الذي يوتي ماله يتزكى ( قال أهل المعاني : أراد الشقي والتقي، كقول طرفة :
تمنى رجال أن أموت، فإن أمت
فتلك سبيل لست فيها بأوحد
أي بواحد.
أخبرني الحسين قال : حدّثنا أبو حذيفة أحمد بن محمد بن علي قال : حدّثنا عبدالرحمن ابن محمد بن عبدالله المقري قال : حدّثنا جدّي قال : حدّثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن سالم.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن يوسف قال : حدّثنا ابن عمران قال : حدّثنا أبو عبيدالله المخزومي قال : حدّثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنّ أبا بكرح اعتق من كان يعذّب في الله : بلال وعامر بن فهيرة والنهدية وبنتها وزنيرة وأم عميس وأمة بني المؤمّل.
فأما زنيرة فكانت رومية وكانت لبني عبدالدار، فلمّا أسلمت عميت، فقالوا : أعمتها اللاتِ والعزى.
فقالت : هي تكفر باللات والعزى، فردّ الله إليها بصرها، ومرّ أبو بكر بها وهي تطحن وسيّدتها تقول : والله لا أعتقك حتى يعتقك صُباتك، فقال أبو بكر فحلى إذاً يا أم فلان فبكمْ هي إذاً ؟ قالت : بكذا وكذا أوقية، قال : قد أخذتها، قومي، قالت : حتى أفرغ من طحني.
وأما بلال فاشتراه، وهو مدفون بالحجارة، فقالوا : لو أبيت إلاّ أوقية واحدة لبعناك، فقال أبو بكر : لو أبيتم إلاّ مائة أوقية لأخذته، وفيه نزلت يعني أبا بكر، ) وسيُجنَّبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ( إلى آخرها، وأسلم وله أربعون ألفاً فأنفقها كلّها، يعني أبا بكر.
وأنبأني عبدالله بن حامد قال : أخبرني أبو سعيد الحسن بن أحمد بن جعفر اليزدي قال : أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن أبي عبدالرحمن المقري قال : حدّثنا سفيان، عن عتبة قال : حدّثني من سمع ابن الزبير على المنبر وهو يقول : كان أبو بكر يبتاع الضعفة فيعتقهم، فقال له أبوه : يا بني لو كنت تبتاع من يمنع ظهرك، قال :( إنما أريد ما أُريد ) فنزلت فيه ) وسيُجنَّبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ( إلى آخر السورة، وكان اسمه عبدالله بن عثمان