" صفحة رقم ٢٤٧ "
( سورة القدر )
مدنيّة في قول أكثر المفسرين، قال علي بن الحسين بن واقد : هي أوّلسورة نزلت بالمدينة، وروى شيبان عن قتادة أنها مكيّة، وهي رواية نوفلابن أبي عقرب عن ابن عباس وهي مائة واثنا عشر حرفاً وثلاثون كلمة وخمس آيات
أخبرنا الجنازي قال : حدّثنا ابن خنيس قال : حدّثني أبو العباس محمد بن موسى الدقّاق الرازي قال : حدّثنا عبد اللّه بن روح المدائني ) عن بكر ) بن سواد قال : حدّثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد عن زر بن حبيش عن أُبي قال : قال رسول اللّه ( ﷺ ) ( من قرأ سورة القدر أُعطي من الأجر كمن صام رمضان، وأُعطي إحياء ليلة القدر ).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
٢ ( ) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ( ٢القدر :( ١ ) إنا أنزلناه في.....
) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ( يعني القرآن كنايةً عن غير مذكور، جملةً واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، فوضعناه في بيت العزّة وأملاه جبرئيل على السَّفَرة ثم كان يُنزله جبرئيل على محمد ( عليهما السلام ) بنحو ما كان، من أوّله إلى آخره بثلاث وعشرين سنة، ثم عجَّب نبيّه ( عليه السلام ) فقال :
القدر :( ٢ ) وما أدراك ما.....
) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (.
والكلام في ليلة القدر على خمسة أبواب :
الباب الأوّل : في مأخذ هذا الاسم ومعناه، واختلف العلماء، فقال أكثرهم : هي ليلة الحكم والفصل يقضي اللّه فيها قضاء السنة، وهو مصدر من قولهم : قدر اللّه الشيء قَدْراً وقَدَراً لغتان كالنَّهْر والنَّهَر والشَّعْر والشَّعَر، وقدَّرهُ تقديراً له بمعنى واحد، قالوا : وهي الليلة التي قال اللّه سبحانه :) إنَّا أنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة مُبَارَكَة إنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أمْر حَكِيم ( وإنّما سُمّيت ليلة القدر مباركة ؛ لأن اللّه سبحانه يُنزل فيها الخير والبركة والمغفرة