" صفحة رقم ٢٦٢ "
البينة :( ٦ ) إن الذين كفروا.....
) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ( الخليقة، قرأ نافع البرئة بالهمزة في الحرفين ومثله روى ابن ذكوان عن أهل الشام على الأصل لأنه من قولهم : برأ اللّه الخلق يبرأهم برءاً، قال اللّه سبحانه :) من قبل نبرأها (، وقرأ الآخرون بالتشديد من غير همزة، ولها وجهان :
أحدهما أنه ترك الهمزة وأدخل الشبه به عوضاً منه.
والآخر أن يكون ( فعيلة ) من البراء وهو التراب، تقول العرب : بفيك البراء فمجازه : المخلوقون من التراب.
البينة :( ٧ - ٨ ) إن الذين آمنوا.....
) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْن تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الاْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِىَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُ (.
قال الصادق ح : بما كان سبق لهم من العناية والتوفيق، ورضوا عنه بما منَّ عليهم بمتابعتهم لرسوله، وقبولهم ما جاءهم به، أي أن بيان رضا الخلق عن اللّه رضاهم بما يرد عليهم من أحكامه ورضاه عنهم أن يوفّقهم للرضا عنه ).
محمد بن الفضيل : الرَّوح والراحة في الرضا واليقين، والرضا باب اللّه الأعظم ومستراح العابدين. محمد بن حقيق : الرضا ينقسم قسمين : رضاً به ورضاً عنه، فالرضا به ربّاً ومدبّراً، والرضا عنه فيما يقضي ويقدّر.
وقيل : الرضا رفع الاختيار. ذي النون : الرضا : سرور القلب لمرِّ القضاء. حارث : الرضا سكون القلب تحت جريان الحكم. أبو عمرو الدمشقي : الرضا نهاية الصبر. أبو بكر بن طاهر : الرضا خروج الكراهية من القلب حتى لا يكون إلاّ فرح وسرور. الواسطي : هو النظر إلى الأشياء يعني الرضا حتى لا يسخطك شيء إلاّ ما يسخِط مولاك. ابن عطاء : هو النظر إلى قديم إحسان اللّه للعبد فيترك السخط عليه.
سمعت محمد بن الحسين بن محمد يقول : سمعت محمد بن أحمد بن إبراهيم يقول : سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت علي بن عبد الحميد يقول : سمعت السهمي يقول : إذا كنت لا ترضى عن اللّه فكيف تسأله الرضا عنك ؟.


الصفحة التالية
Icon