" صفحة رقم ٢٧١ "
ووسطّتهم بالتشديد، وتوسطتهم كلّها بمعنى واحد، وقرأ قتادة فوسّطن، بالتشديد ) جَمْعاً ( أي جمع العدو وهم الكتيبة، وقال القرظي : يعني جمع منى.
( ) إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ( ٢
العاديات :( ٦ ) إن الإنسان لربه.....
) إِنَّ الاْنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ( قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والربيع : لكفور جحود لنِعم اللّه تعالى. قال الكلبي : هو بلسان كندة وحضرموت، وبلسان معد كلهم : العاصي، وبلسان مضر وربيعة وقضاعة : الكفور، وبلسان بني مالك البخيل.
وروى شعبة عن سماك أنه قال : إنما سميت كندة ؛ لأنها قطعت أباها.
وقال ابن سيرين : هو اللوّام لربه. وقال الحسن : هو الذي يعدّ المصائب وينسى النعم، أخذه الشاعر فقال :
يا أيها الظالمُ في فعله
والظلم مردودٌ على من ظَلَمْ
إلى متى أنت وحتى متى
تشكو المصيبات وتنسى النِّعم
وأخبرنا أبو القمر بن حبيب في صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعد الرازي قال : حدّثنا العباس بن حمزة قال : حدّثنا أحمد بن محمد قال : حدّثنا صالح بن محمد قال : حدّثنا سلمة عن جعفر بن الزبير عن القميّ عن أبي أمامة عن رسول اللّه ( عليه السلام ) في هذه الآية :) إِنَّ الاْنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ( قال رسول اللّه ( عليه السلام ) :( أتدرون ما الكنود ؟ )، فقالوا : اللّه ورسوله أعلم، قال :( الكنود ( قال : هو الكفور الذي ) يأكل وحده، ويمنع رفده، ويضرب عبده ).
وقال عطاء : الكنود الذي لا يعطي في النائبة مع قومه. وقال أبو عبيدة : هو قليل الخير، والأرض الكنود التي لا تنبت شيئاً قال أبو ذبيان :
إن نفسي ولم أطب عنك نفساً
غير أنّي أُمنى بدهر كنود
وقال الفضيل بن عياض : الكنود الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإحسان الخصال الكثيرة من الإساءة