" صفحة رقم ٢٩٧ "
الفيل :( ٢ ) ألم يجعل كيدهم.....
) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيل ( عما أرادوا من تخريب الكعبة : وقيل : في بطلان وأباطيل، وقال مقاتل : في خسار.
الفيل :( ٣ ) وأرسل عليهم طيرا.....
) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ ( من البحر ) طَيْراً أَبَابِيلَ ( كثيرة متفرقة، يتبع بعضها بعضاً.
قال عبد الرحمن بن ايزي : أقاطيع كالابل المقبلة. قال الأعشى :
طريق وجبار رواء أصوله
عليه أبابيل من الطير تنعب
وقال امرؤ القيس :
تراهم إلى الداعي سراعاً كأنهم
أبابيل طير تحت دجن مسخن
وقال آخر :
كادت تُهدُّ من الأصوات راحلتي
أنْ سالت الأرض بالجرد الأبابيل
واختلفوا في واحدها، فقال الفرّاء : لا واحد لها مثل الشماطيط والعباديد والشعارير، كل هذا لا يفرد له واجد، قال : وزعم أبو الرواسي وكان ثقة مأموناً أنه سمع واحدها إبالة ولقد سمعتُ من العرب من يقول : ضغث على إبالة يُريدون خصب على خصب.
قال : ولو قال قائلٌ : واحدها إبالة كان صواباً مثل دينار ودنانير، ويقال : للفضلة التي تكون على حمل الحمار أو علف البعير إبالة، وقال الكسائي : كنت أسمع النحويين يقولون : واحدها أبوَّل مثل عجوَّل وعجاجيل. وحكى محمد بن جرير عن بعض النحويين أن واحدها أبيل، يُقال : جاءت الخيلُ أبابيل من ههنا وههنا.
قال ابن عباس : لها خراطيم كخراطيم الطير وأكفٌ كأكفّ الكلاب.
عكرمة : لها رؤوس كرؤس السباع لم تُر قبل ذلك ولا بعده.
ربيع : لها أنياب كأنياب السباع، وقالت عائشة : أشبه شيء بالخطاطيف.
سعيد بن جبير : طيرٌ خضر لها مناقير صفر، قال أبو الجوزاء : أنشأها اللّه سبحانه في الهواء في ذلك الوقت.
الفيل :( ٤ ) ترميهم بحجارة من.....
) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَة ( قراءة العامة بالتاء للطير، وقرأ طلحة وأشهب العقيلي يرميهم بالياء، وهو اختيار أبي حنيفة، يعنون اللّه سبحانه، كقوله :) وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى ( ويجوز أن يكون راجعاً إلى الطير لخلوّها من علامات التأنيث