" صفحة رقم ٣٠٩ "
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا محمد بن جعفر المطيري قال : حدّثنا علي بن حرب قال : حدّثنا ابن فضيل قال : حدّثنا عطاء عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال : قال النبي ( ﷺ ) ( الكوثر نهر في الجنة حافتاه من الذهب ومجراه على الدر والياقوت وتربته أطيب من المسك وماءُه أحلى من العسل وأشد بياضاً من الثلج ) وقالت عائشة رضى الله عنها : الكوثر نهر في الجنّة يخرخر في الحوض فمن أحب أن يسمع خريره فليجعل أصبعيه في أذنيه.
وقال بعضهم : هو الحوض بعينه، وصفته على ما جاء في الأخبار أن رسول الله ( ﷺ ) وصف حوض الكوثر فقال :( حصباؤه الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والدر والمرجان وحمأتهُ المسك الأذفر وترابه الكافور، وماءه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج، يخرج : من أصل السدرة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، حافتاه الزعفران وقباب الدر والمرجان، من دخله أمن من الغرق، ولا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث، فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر ) فقال أبو بكر وعمر : إنها لناعمة فقال :( أُكلُها أنعم منها ).
وفي خبر آخر :( لتزدحمنّ هذه الأمة على الحوض أزدحام واردات الحمر ).
وأخبرنا أبو القاسم بن حبيب في سنة ست وثلثمائة : قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصفهاني قال : أخبرنا أبو عبد الله العمري الكوفي بالكوفة قال : حدّثنا بشر بن داود القرشي قال : حدّثنا مسعود بن سابور عن علي بن عاصم عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( إنَّ لحوضي أربعة أركان : فأول ركن منها في يد أبي بكر والثاني في يد عمر والثالث في يد عثمان والرابع في يد علي، فمن أحب أبا بكر وأبغض عمر لم يسقه أبو بكر ومن أحب عمر وأبغض أبا بكر لم يسقه عمر ومن أحب عثمان وأبغض علياً لم يسقه عثمان ومن أحب علياً وأبغض عثمان لم يسقه علي، ومن أحسن القول في أبي بكر فقد أقام الدين، ومن أحسن القول في عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحسن القول في عثمان فقد أستنار بنور الله، ومن أحسن القول في علي فقد أستمسك بالعروة الوثقى، من أحسن القول في أصحابي فهو مؤمن ومن أساء القول في أصحابي فهو منافق ).
وقال قطر بن خليفة : سألت عطاء عن الكوثر ونحن نطوف في البيت فقال : حوض أعطي رسول الله ( ﷺ ) عليه وسلم في الجنة، وروى حميد عن أنس قال : دخلنا على عبيد الله بن زياد وهم يتذاكرون الحوض فقلت : ماكنت أرى أن أعيش حتى أرى أمثالكم يتمارون في الحوض،


الصفحة التالية
Icon