" صفحة رقم ٣٩ "
أخبرني وقيل : إنّ أبا الفرج أخبرهم عن ابن جرير قال : حدّثنا محمد بن منصور قال : حدّثنا أبو فطن قال : حدّثنا المسعودي عن الحكم قال : كان عبد الله بن حكيم لا يربط كيسه ويقول : سمعت الله سبحانه وتعالى يقول :) وجمع فأوعى ٢ )
المعارج :( ١٩ ) إن الإنسان خلق.....
) إنّ الإنسان خلق هلوعاً (.
أخبرنا عبد الخالق قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يزداد الرازي، قال : حدّثنا أبو الحسن طاهر الخثعمي، قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى، قال : أخبرنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله :) هلوعاً ( قال : الحريص على ما لا يحلّ له.
وروى عطية عنه قال : هو الذي قال الله سبحانه وتعالى :
المعارج :( ٢٠ - ٢١ ) إذا مسه الشر.....
) إذا مسّه الشرّ جزوعاً وإذا مسّه الخير منوعاً ( وقال سعيد بن جبير : شحيحاً، عكرمة : ضجوراً، الضحاك والحسن : بخيلا، حصين : حريصاً، قتادة وابن زيد : حزوناً، مجاهد : شرهاً، وعن الضحاك أيضاً : الهلوع الذي لا يشبع، مقاتل : ضيق القلب، ابن كيسان : خلق الله الإنسان يحب ما يُسره ويرضيه ويهرب مما يكرهه ويسخطه ثمّ تعبّده بإنفاق ما يحب ويلذ والصبر على ما يكره، عطا : عجولا وقيل : جهولا، سهل : متقلّباً في شهواته وهواه، وسمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القيّم البزاز يقول : قال ابن عطاء : الهلوع : الذي يرضى عند الموجود ويسخط عند المفقود، أبو الحسن الوراق : نسّاء عند النعمة دعّاء عند المحنة، وعن سهل أيضاً : إذا افتقر جزع وإذا أيسر منع، أبو عبيدة وثعلب : هو الذي إذا مسّه الخير لم يشكر وإذا مسّه الشرّ لم يصبر، وقيل : طموعاً يرضيه القليل من الدنيا ويسخطه مثلها، والهلع في اللغة : أشد الحرص وأسوأ الجزع.
قال النبيّ ( ﷺ ) ( شرّ ما أعطى العبد شح هالع وجبن خالع ).
وتقول العرب : ناقة هلواع إذا كانت سريعة السير خفيفة. قال الشاعر :
صكاء علبة إذا استديرتها
حرج إذا استقبلتها هلواع
المعارج :( ٢٢ ) إلا المصلين
ثمّ استثنى سبحانه وتعالى ) إلاّ المصلّين ( قيل : هم الصحابة خاصّة وهم المؤمنون عامّة فإنّهم يغلبون فرط الهلع بحكم الشرع لثقتهم بربّهم ويقينهم بقدرته، واستثنى الجمع من الواحد. لأنّ الإنسان اسم الجنس فهو في معنى الجمع.
المعارج :( ٢٣ ) الذين هم على.....
) الذين هم على صلواتهم دائمون (.