" صفحة رقم ٦١ "
وأخبرنا عبد الله بن حامد، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى العبدي، قال : حدّثنا أحمد بن نجدة، قال : حدّثنا يحيى الحماني، قال : حدّثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت : إن كان ليوحى إلى رسول الله ( ﷺ ) وهو على راحلته فيضرب بجرافها.
المزمل :( ٦ ) إن ناشئة الليل.....
) إنّ ناشئة الليل ( أي ساعاته كلّها، وكل ساعة منه فهي ناشئة سميت بذلك ؛ لأنها تُنشأ، ومنه نشأت السحابة إذا بدت انشاها الله وجمعها ناشيات.
أنبأني عقيل، قال : أخبرنا المعافى، قال : أخبرنا ابن جرير، قال : حدثني يعقوب، قال : حدّثنا ابن عليّة قال : أخبرنا حاتم بن صفيرة، قال : قلت لعبد بن أبي مليكة : ألا تحدثني أيّ الليل ناشئة ؟ فقال : على الثبت سقطت سألت عنها ابن عباس فزعم أنّ الليل كلّه ناشئة. وسألت ابن الزبير عنها فأخبرني مثل ذلك. وقال سعيد بن جبير وابن زيد : أي ساعة قام من الليل فقد نشأ، وهو بلسان الحبش نشأ إذا قام. وقال عكرمة : ما قمت من أوّل الليل فهو ناشئة.
أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن ماجة، قال : حدّثنا ابن أيوب، قال : حدّثنا ابن أبي زياد، قال : حدّثنا سيار، قال : حدّثنا جعفر عن الجرير عن بعض أشياخه عن عليّ بن الحسين أنّه كان يصلّي بين المغرب والعشاء ويقول : أما سمعتم قول الله سبحانه :) إنّ ناشئة الليل ( هذا ناشئة الليل.
وقال أبو مجلد وقتادة : ما كان بعد العشاء فهو ناشئة. وقال عبيد بن عمير : قلت لعائشة : رجل قام من أوّل الليل أيقال له قام ناشئة ؟ قالت : لا، إنّما الناشئة القيام بعد النوم. وقال يمان وابن كيسان : هي القيام من آخر الليل.
) هي أشد وطئاً ( قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن محيص : وطأ بكسر الواو ممدوداً، واختاره أبو عبيد على معنى المواطاة والموافقة، وهو أن يواطيء قلبه وسمعه وبصره لسانه. وقرأ الباقون بفتح الواو مقصوراً، أي فراغاً للقلب. قال ابن عباس : كانت صلواتهم أوّل الليل هي أشدّ وطئاً، يقول : هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من القيام، وذلك أنّ الإنسان إذا نام لم يدرِ متى يستيقظ.
وقال قتادة : أثبت في الخير أحفظ للقراة. الفرّاء : أثبت قياماً. القرطبي : أشدّ على المصلّي من صلاة النهار، دليله قول النبيّ ( ﷺ ) ( اللّهمّ أشدد وطأتك على مضر ).
ابن زيد : أفرغ له قلباً من النهار، لأنّه لا تعرض له حوائج ولا شيء. الحسن، أشدّ وطأً في الخير وأمنع من الشيطان.
) وأقوم قيلا ( وأصوب قراءة، وعبادة الليل أشدّ نشاطاً وأتم إخلاصاً وأكثر بركة.


الصفحة التالية
Icon