" صفحة رقم ١٠٨ "
آل عمران :( ٨٦ ) كيف يهدي الله.....
) كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم ( : لفظه استفهام ومعناه جحد، أي لا يهدي الله.
قال الشاعر :
كيف نومي على الفراش ولمّا
تشمل الشام غارة شعواء أي لا نوم لي، نظير قوله :) كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله ( : أي لا يكون لهم عهد، وقيل : معناه كيف يستحقون العبادة ؟ وقيل : معناه كيف يهديهم الله للمغفرة إلى الجنّة والثواب ؟
) والله لا يهدي القوم الظالمين ( أي لا يرشدهم ولا يوفقهم، وهو خاص فيمن علم الله عز وجل منهم، وأراد ذلك منهم، وقيل : معناه : لا يثيبهم ولا ينجيهم ( إلى الجنة ).
آل عمران :( ٨٧ - ٨٩ ) أولئك جزاؤهم أن.....
) أولئك جزاؤهم... ( إلى قوله :) إلاّ الذين تابوا ( وذلك أنّ الحرث بن سويد لما لحق بالكفار ندم، فأرسل إلى قومه أن اسألوا رسول الله هل له من توبة ؟ ففعلوا ذلك فأنزل الله تعالى :) إلاّ الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإنّ الله غفورٌ رحيمٌ ( لما كان، فحملها إليه رجل من قومه وقرأها عليه، فقال الحرث : إنّك والله ما علمت لصدوق، وأنّ رسول الله ( ﷺ ) لأصدق منك، وأنّ الله عز وجل لأصدق الثلاثة، فرجع الحرث إلى المدينة وأسلم وحسن إسلامه.
وقال مجاهد : نزلت هذه الآية في رجل من بني عمرو بن عوف كفر بعد إيمانه ولحق بالروم فتنصّر، فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآيات :
آل عمران :( ٩٠ ) إن الذين كفروا.....
) إنّ الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً... (.
قال الحسن وقتادة وعطاء الخراساني : نزلت هذه الآية في اليهود، كفروا بعيسى ( عليه السلام ) والإنجيل بعد إيمانهم بأنبيائهم وكتبهم، ثم ازدادوا كفراً بكفرهم بمحمد ( ﷺ ) والقرآن.
أبو العالية : نزلت في اليهود والنصارى، كفروا بمحمد ( ﷺ ) لما رأوه وعرفوه بعد إيمانهم بنعته وصفته في كتبهم، ثم ازدادوا ذنوباً في حال كفرهم. مجاهد : نزلت في الكفار كلهم، أشركوا بعد إقرارهم بأنّ الله خالقهم، ثم ازدادوا كفراً أي أقاموا على كفرهم حتى هلكوا عليه. الحسن : كلّما نزلت عليم آية كفروا بها فازدادوا كفراً. قطرب : كما ازدادوا كفراً بقولهم نتربص بمحمد ريب المنون


الصفحة التالية
Icon