" صفحة رقم ١٢٧ "
وقال : معنا ) كنتم خير أُمة ( عند الله في اللوح المحفوظ، ) أُخرجت للناس ( قال قوم : للناس من صلة قوله :) خير أُمة ( : يعني أنتم خير الناس للناس. قال أبو هريرة : معناه كنتم خير الناس للناس يجيئون بهم في السلاسل فيدخلونهم في الإسلام. قتادة هم أُمة محمد ( ﷺ ) لم يؤمر نبي قبله بالقتال فيسبون من سبي الروم والترك والعجم فيدخلونهم في دينهم، فهم خير أُمة أُخرجت للناس.
مقاتل بن حيان : ليس خلق من أهل الأديان ولا يأمرون من سواهم بالخير وهذه الآية يأمرون كل أهل دين وأنفسهم لا يظلم بعضهم بعضاً، بل يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر ؛ فأُمّة محمد ( ﷺ ) خير أُمم الناس.
وقال آخرون : قوله :) للناس ( من صلة قوله :) أُخرجت ( ومعناه ما أخرج الله للناس أُمّة خيراً من أُمة محمد ( ﷺ ) فهم خير أُمة أقامت وأُخرجت للناس، وعلى هذا تتابعت الأخبار.
روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنّه سمع النبي ( ﷺ ) يقول في قوله :) كنتم خير أُمة أُخرجت للناس ( قال :( إنكم تتمّون سبعين أُمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل ).
وروى عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( أهل الجنة عشرون ومئة صف، منها ثمانون من هذه الأُمة ).
نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( ما من أُمة إلاّ وبعضها في النار، وبعضها في الجنّة، وأُمتي كلّها في الجنة ).
ثابت البناني عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( مثل أُمتي مثل المطر ؛ لا يُدرى أوله خير أم آخره ).
وعن أنس قال : أتى رسولَ الله أسقف فذكر أنه رأى في منامه الأُمم كانوا يمنعون على الصراط (.......... ) حتى أتت أُمة محمد ( ﷺ ) غرّاً محجلين قال : فقلت : من هؤلاء الأنبياء ؟ قالوا : لا، قلت : مرسلون ؟ قالوا : لا، فقلت : ملائكة ؟ قالوا : لا، فقلت : من هؤلاء ؟ قالوا : أُمة محمد ( ﷺ ) غرّاً محجلين عليهم أثر الطهور، فلما أصبح الأسقف أسلم.


الصفحة التالية
Icon