" صفحة رقم ١٤٥ "
الأنفال، ثم قال : واستعينوا بالله وتوكلوا عليه
آل عمران :( ١٢٧ ) ليقطع طرفا من.....
) لِيَقْطَعَ طَرَفاً (. نظم الآية : ولقد نصركم الله ببدر ليقطع طرفاً، أي : ليهلك طائفة ) مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ( نظيره قوله :) فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ( أي : أهلك، وفي الأنفال :) وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ (، وفي الحجر :) أنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (، السديّ : معناه ليهدم ركناً من أركان الشرك بالقتل والأسر، فقتل من سادتهم وقادتهم يوم بدر سبعين، وأُسر منهم سبعين.
) أوْ يَكْبِتَهُمْ ( بالخيبة ) فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ ( لم ينالوا شيئاً ممّا كانوا يرجون من الظفر بكم. وقال الكلبي :) أوْ يَكْبِتَهُمْ ( : أو يهزمهم بأن يصرعهم لوجوههم. المؤرّخ : يخزيهم. النضر بن شميل : يغيظهم، المبرّد : يظفر عليهم، السديّ : يلعنهم، أبو عبيدة : يهلكهم، قالوا : وأهل النظر ( يرون ) التاء منقلبة عن الدال، لأن الأصل فيه يكبدهم، أي : يصيبهم في أكبادهم بالحزن والغيظ، يقال : قد أحرق الحزن كبده، وأحرقت العداوة كبده، ويقول العرب للعدوّ : أسود الكبد، قال الأعشى :
فما أجشمت من إتيان قوم
هم الأعداء والأكبادسود
كأنّ الأكباد لمّا أحترقت بشدّة العداوة أسودّت، والتاء والدال يتعاقبان، كما يقال : هرت الثوب وهرده، إذا خرقه، يدل على صحة هذا التأويل قراءة لاحق بن حميد : أو يكبدهم، بالدّال.
آل عمران :( ١٢٨ ) ليس لك من.....
) لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ ( اختلف العلماء في سبب نزول هذه الآية، فقال عبد الله بن مسعود : أراد النبي ( ﷺ ) أن يدعوا على المدبرين عنه من أصحابه يوم أُحد، وكان عثمان منهم، فنهاه الله عزّ وجلّ عن ذلك وتاب عليهم، فأنزل هذه الآية، وقال عكرمة وقتادة : أَدْمى رجل من هذيل يقال له عبد الله بن قمية وجه رسول الله ( ﷺ ) يوم أُحد، فدعا عليه رسول الله ( ﷺ )، وكان حتفه أن سلّط الله عليه تيساً فنطحه حتى قتله.
وشجّ عتبة بن أبي وقاص رأسه، وكسر رباعيته فدعا عليه، وقال :( الّلهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافراً ) قال : وما حال عليه الحول حتى مات كافراً، فأنزل الله هذه الآية.
وقال الكلبي والربيع : نزلت هذه الآية على رسول الله ( ﷺ ) يوم أُحد، وقد شجّ في وجهه وأُصيبت رباعيته، فهمّ رسول الله ( ﷺ ) أن يلعن المشركين ويدعو عليهم، فأنزل الله عزّ وجلّ هذه