" صفحة رقم ١٧٢ "
آل عمران :( ١٣٩ ) ولا تهنوا ولا.....
) ولا تهنوا ولا تحزنوا ( الآية، هذا تعزية من الله لنبيه ( ﷺ ) وللمؤمنين على ما أصابهم من القتل والجرح يوم أُحد، وحثّ منه إياهم على قتال عدوهم، ونهى عن العجز والفشل فقال :) ولا تهنوا ( أي ولا تضعفوا ولا تخيبوا يا أصحاب محمد على جهاد أعدائكم بما قاتلوكم يوم أُحد من القتل والقرح ) ولا تحزنوا ( على ظهور أعدائكم وعلى ما أصابكم من المصيبة والهزيمة، وكان قد قتل يومئذ خمسة من المهاجرين : حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير صاحب راية رسول الله ( ﷺ ) وعبد الله بن جحش ابن عمة رسول الله ( ﷺ ) وعثمان بن شماس وسعد مولى عتبة، ومن الأنصار سبعون رجلا.
) وأنتم الأعلون ( أي لكم تكون العاقبة والنصر والظفر.
) إن كنتم مؤمنين ( يعني إذ كنتم، ولأنكم مؤمنون.
قال ابن عباس : انهزم أصحاب رسول الله ( ﷺ ) بالشعب فبينا هم كذلك إذ أقبل خالد بن الوليد بخيل المشركين يريد أن يعلوا عليهم الجبل، فقال النبي ( ﷺ ) ( اللهم لا تعَلُ علينا اللهم لا قوة لنا إلاّ بك اللهم ليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر ) فأنزل الله تعالى هذه الآية، فثاب نفر من المسلمين رماة فصعدوا الجبل، فرموا خيل المشركين حتى هزموهم وعلا المسلمون الجبل، فذلك قوله :) وأنتم الأعلون (.
وقال الكلبي : نزلت هذه الآية بعد يوم أُحد، حين أمر رسول الله ( ﷺ ) أصحابه بطلب القوم وقد أصابهم من الجراح ما أصابهم، وقال ( ﷺ ) ( لا يخرج إلاّ من شهد معنا بالأمس ) واشتد ذلك على المسلمين فأنزل الله تعالى هذه الآية، ودليله قوله عزّ وجلّ :) ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون ( الآية.
وقيل :( ولا تهنوا ) لما نالكم من الهزيمة ( ولا تحزنوا ) على ما فاتكم من الغنيمة ( إن كنتم مؤمنين ) بقضاء الله ووعده.
آل عمران :( ١٤٠ ) إن يمسسكم قرح.....
) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم ( الآية.
قال راشد بن سعد : لما انصرف رسول الله ( ﷺ ) كئيباً حزيناً جعلت المرأة تجيء بزوجها وابنها وأبيها مقتولين وهي تلدم فقال رسول الله ( ﷺ ) ( أهكذا يفعل برسولك ؟ ) فأنزل الله تعالى ) إن يمسسكم قرح ( جرح يوم أُحد ) فقد مس القوم قرح مثله ( يوم بدر.