" صفحة رقم ١٩٨ "
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :( ما بال العامل يبعث فيجيء فيقول هذا لكم وهذا أهدي إليَّ، أفلا يجلس في بيت أبيه أو أمّه وينظر ما يُهدى إليه، والذي نفس محمد بيده لا يبعث أحد منكم فيأخذ منه شيئاً إلاّ جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رغاء أو بقرة له خوار أو شاة يثغر ثم رفع يديه حتى رأيت عفرة أبطيه فقال : اللهم قد بلغت ).
وعن زيد بن خالد : أن رجلا من أصحاب النبي ( ﷺ ) توفي يوم خيبر فذكروا لرسول الله ( ﷺ ) فقال :( صلّوا على صاحبكم ) فتغيرت وجوه الناس لذلك فقال :( إن صاحبكم غلَّ في سبيل الله ) ففتشنا متاعه لذلك، فوجدنا خرزاً من خرز اليهود لا يساوي درهمين.
وعن أبي هريرة قال : خرجنا مع رسول الله ( ﷺ ) يوم خيبر فلم يغنم ذهباً ولا ورقاً إلاّ الثياب والمتاع قال : فتوجه رسول الله ( ﷺ ) نحو وادي القرى وقد أُهدي لرسول الله ( ﷺ ) يقال له مدعم فبينا مدعم يحطّ رجل رسول الله إذ جاءه سهم فقتله، فقال الناس : هنيئاً له الجنة.
فقال رسول الله ( ﷺ ) ( كلاّ والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً ). فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين إلى رسول الله ( ﷺ ) فقال رسول الله ( ﷺ ) ( شراك من نار أو شراكان من نار ).
وعن عبيد الله بن عمير قال : كان رسول الله ( ﷺ ) إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيجمعه ويقسمه، فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال : يا رسول الله هذا فيما كنّا أصبنا من الغنيمة فقال :( أسمعت قد نادى ثلاثاً ؟ ) قال : نعم، قال :( فما منعك أن تجيء به ) فاعتذر إليه، فقال :( كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله عنك ).
وعن صالح بن محمد بن مائدة قال : دخلت مع مسلمة أرض الروم، فأُتي برجل قد غَلّ فسئل سالم عنه فقال : سمعت أبي يحدث عن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) عن النبي ( ﷺ ) قال :( إذا وجدتم الرجل قد غلّ فاحرقوا متاعه واضربوه ) قال : فوجدنا في متاعه مصحفاً، فسأل رجل سالماً عنه فقال : بعه وتصدق بثمنه.
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أن رسول الله ( ﷺ ) وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد حرقوا متاع الغال وضربوه وفي بعض الروايات ومنعوه سهمه.
وعن صالح بن محمد قال : غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد الله بن عمر