" صفحة رقم ٢٦ "
وقال ابن زيد وأبان بن ثعلب : المسومة : المعدَّة للحرب والجهاد.
قل لبيد :
ولعمري لقد بلي كليب
كلَّ قرن مسوَّم القتال
قال الثعلبي : ورأيتُ في بعض التفاسير : أنَّها الهماليخ.
فصل في الخيل ( صفة خلقها )
روى الحسن بن علي عن أبيه علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول اللّه ( ﷺ ) ( إنَّ اللّه لما أراد أن يخلق الخلق قال للريح الجنوب : إنَّي خالقٌ منكِ خلقاً. فأجعله عزّاً لأوليائي، ومذلة على أعدائي، وجمالاً لأهل طاعتي، فقال الريح : أخلق. فقبض منها قبضةً فخلق فيها فرساً. فقال له : خلقتك عربياً وجعلت الخير معقوداً بناصيتك، والغنائم مجموعة على ظهرك، عطفتُ عليك صاحبك، وجعلتك تطيرُ بلا جناح، وأنت للطلب وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالاً يسبَّحوني ويحمدونني، ويهلَّلوني ويكبَّروني، تسبَّحين إذا سبَّحوا، وتهلَّلين إذا هلَّلوا، وتكبَّرين إذا كبرَّوا ). ٥
وقال رسول اللّه ( ﷺ ) ( ما من تسبيحة، وتحميدة وتمجيدة، وتكبيرةُ يكبّرها صاحبها وتسعهُ إلاّ وتجيبه بمثلها ).
ثم قال :( لما سمعت الملائكة صفة الفرس عاتبوا خالقها قالت : ربَّ نحن ملائكتك نسبّحك، ونحمدك فماذا لنا ؟ فخلق اللّهُ لها خيلاً بلقاء أعناقها كأعناق البخت، قال : فلما أرسل الفرس إلى الأرض فأستوت قدماه على الأرض صهَل، فقيل : بوركتِ من دابَّة أذلَّ بصهيلهِ المشركين، أذل به أعناقهم، أملأ منه آذانهم، وأرعب به قلوبهم.
فلما عرض الله على آدم من كل شيء قال : أختر من خلقي ماشئت، فاختار الفرس. فقال له : اخترت عزّك وعزّ ولدك خالداً ما خلدوا وباقياً مابقوا. ( يلقح فينتج منه أولادك أبد الآبدين ) بركتي عليك وعليه ؛ ما خلقتُ خلقاً أحبَّ الي منك ومنهُ ).
فضلها :
روى أبو صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول اللَّه ( ﷺ ) ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ).