" صفحة رقم ٢٩٠ "
فقال أبو هريرة : سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول :( الحرائر صلاح البيت والإماء فساد البيت ).
النساء :( ٢٦ ) يريد الله ليبين.....
) يريد الله ليبيّن لكم ( أي أن يبيّن، ( اللام ) بمعنى أن، والعرب تعاقب بين لام كي وبين أن فتضع إحداهما مكان الأُخرى كقوله :) وأمرت لأعدل بينكم ( وقوله :) وأمرنا لنسلم لربّ العالمين (، ثم قال في موضع آخر :) وأمرت أن أسلم لربّ العالمين (، وقال :) يريدون ليطفئوا نور الله (، ثم قال في موضع آخر :) يريدون أن يطفئوا نور الله (.
وقال الشاعر :
أريد لأنسى ذكرها فكأنما
تمثل لي ليلى بكل سبيل
يريد أن أنسى، ومعنى الآية : يريد الله أن يبيّن شرائع دينكم ومصالح أمركم.
الحسن : يعلمكم ما تأتون وما تذرون. عطاء : يبيّن لكم ما يقربكم منه. الكلبي : ليبيّن لكم أن الصبر من نكاح الإماء خير لكم.
) ويهديكم سنن ( شرايع ) الذين من قبلكم ( في تحريم الأمهات والبنات والأخوات، كما ذكر في الآيتين. هكذا حرّمها على من كان قبلكم من الأمم ) ويتوب عليكم ( يتجاوز عنكم ما أصبتم قبل أن يبيّن لكم، قاله الكلبي.
وقال محمد بن جرير : يعني يرجع بكم من معصيته التي كنتم عليها قبل هذا إلى طاعته التي أمركم بها في هذه الآية ) والله عليم ( بما يصلح عباده من أمر دينهم ودنياهم ) حكيم ( في تدبيره فيهم
النساء :( ٢٧ ) والله يريد أن.....
) والله يريد أن يتوب عليكم ( إن وقع تقصير منكم في أمره ) ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ( عن الحق ) ميلا عظيماً ( بإتيانكم ما حرّم عليكم، واختلفوا في الموصوفين باتباع الشهوات من هم :
فقال السدي : هم اليهود والنصارى.
وقال بعضهم : هم اليهود، وذلك أنهم ينكحون بنات الأخ وبنات الأخت، فلما حرّمهما الله قالوا : إنكم تحلّون بنات الخالة والعمّة، والخالة والعمّة عليكم حرام، فانكحوا بنات الأخ والأخت كما تنكحون بنات الخالة والعمّة، فأنزل الله تعالى هذه الآية.