" صفحة رقم ٢٩٩ "
من الصلاة إلى الصلاة ومن الجمعة إلى الجمعة ومن رمضان إلى رمضان ومن الحج إلى الحج، كما قال ( ﷺ ) ( الصلاة الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنب الكبائر ).
) وندخلكم مدخلا كريماً ( وهي الجنة.
وقرأ عاصم وأهل المدينة :( مدخلا ) بفتح الميم وهو موضع الدخول.
وقرأ الباقون : بالضم على المصدر، معنى الأدخال.
وروي عن أبي هريرة وعن أبي سعيد أن رسول الله ( ﷺ ) جلس على المنبر ثم قال :( والذي نفسي بيده ) ثلاث مرات ثم سكت فأقبل كل رجل منّا يبكي حزناً ليمين رسول الله ( ﷺ ) ثم قال :( ما من عبد يأتي بالصلوات الخمس ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر إلاّ فتحت له أبواب الجنة يوم القيامة حتى أنها لتصطفق ) ثم تلا ) إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ( الآية.
النساء :( ٣٢ ) ولا تتمنوا ما.....
) ولا تتمنّوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ( الآية.
يقال : جاءت وافدة النساء إلى رسول الله ( ﷺ ) فقالت : يا رسول الله أليس الله ربّ الرجال والنساء وأنت رسول الله إليهم جميعاً، فما بالنا يذكر الله الرجال ولا يذكر النساء ؟ نخشى أن لا يكون فينا خير ولا لله فينا حاجة ؟ فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية، وقوله :) إن المسلمين والمسلمات ( الآية، وقوله :) من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن (.
وقيل : لمّا جعل الله للذكر مثل حظ الأُنثيين في الميراث، قالت النساء : نحن أحوج إلى أن يكون لنا سهمان وللرجال سهم، لأنا ضعفاء وهم أقوى وأقدر على طلب المعاش منّا، فنزّل الله هذه الآية.
وقال مجاهد : قالت أم سلمة : يا رسول الله يغزوا الرجال ولا نغزوا، وإنما لنا نصف الميراث، فليتنا رجال فنغزوا ونبلغ ما يبلغ الرجال، فنزلت هذه الآية.
وقال قتادة والسدي : لما نزل قوله :) للذكر مثل حظ الأنثيين (، قال الرجال : إنا لنرجوا أن يفضل علينا النساء بحسناتنا في الآخرة كما فضلنا عليهن في الميراث، فيكون أجرنا على الضعف من أجر النساء. وقالت النساء : إنا لنرجوا أن يكون الوزر علينا نصف ما على الرجال في الآخرة كما لنا الميراث على النصف من نصيبهم في الدنيا، فأنزل الله ) للرجال نصيب ممّا اكتسبوا ( من الثواب والعقاب ) وللنساء (