" صفحة رقم ٣٠ "
) والمنفقين ( : أموالهم في طاعة اللَّه.
وعن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول اللَّه ( ﷺ ) ( إنَّ للَّهِ ملكاً ينادي : اللهم اعط مُنفقاً خلفاً، واعطِ ممسكاً تلفاً ).
) والمستغفرين بالإسحار ( : قال مجاهد، والضحاك، وقتادة، والكلبي والواقدي : يعني المصلين بالاسحار. نظير قوله ) وبالأسحار هم يستغفرون ( أي يصلَّون.
وقال يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي الزهري قال : قلت لزيد بن اسلم : من المستغفرين بالأسحار ؟ قال : هم الذين يشهدون الصبح.
وكذلك قال ابن كيسان : يعني صلاة الصَّبح في المسجد.
وقال الحسن : صلَّوا الصلاة إلى السحر ثم استغفروا.
قال نافع : كان ابن عمي يُحيي الليل، ثم يقول : يا نافع أسحرنا ؟ فأقول : لا، فيعاود الصلاة، واذا قلت : نعم، فيستغفر اللَّه ويدعوا حتى الصبح.
وروى إبراهيم بن حاطب عن أبيه قال : سمعتُ رجلاً في السحر يتهجّد في المسجد وهو يقول : ربَّ أمرتني فأطعتك، وهذا سَحَر فاغفر لي. فنظرتُ فإذا هو ابن مسعود ( رضي الله عنه ).
وروى صالح وحماد بن سلمة عن ثابت وأبان وجعفر بن زيد عن أنس بن مالك قال : سمعتُ رسول اللَّه ( ﷺ ) يقول : إنَّ اللَّه عزَّ وجل يقول :( إني لأهمَّ بأهل الأرض عذاباً ؛ فإذا نظرتُ إلى عمَّار بيوتي والى المتهجدين والى المتحابين فيَّ، والى المستغفرين بالاسحار صرفت عنهم ).
محمد بن راذان عن أم سعد قالت : سمعتُ رسول اللَّه ( ﷺ ) يقول :( إنَّ ثلاثة أصوات يحبهم اللَّه عزَّ وجلَّ ؛ صوت الديك، وصوت الذي يقرأ القرآن، وصوت المستغفرين بالاسحار ).
حمّاد بن سلمة عن سعيد الجريري قال : بلغنا أنَّ داود نبي اللَّه سأل جبرائيل ( عليه السلام ) : أي الليل أفضل ؟ فقال : ما أدري إلا أنَّ العرش يهتز من السَحَر