" صفحة رقم ٣٠٤ "
حكماً من أهله وحكماً من أهلها (. قال : فبعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها، فقال عليٌ للحكمين :( هل تدريان ما عليكما ؟ إنّ عليكما إنْ رأيتما أن يُجمعا جمعتما، وإن رأيتما أن يُفرّقا فرقتما )، قالت المرأة : رضيت بكتاب الله بما عليّ فيه ولي، فقال الرجل : أمّا الفرقة فلا، قال عليٌ :( كذبت والله، لا تنقلب منّي حتى تقرّ بما أقرّت به ).
النساء :( ٣٦ ) واعبدوا الله ولا.....
) واعبدوا الله ( وحّدوا الله وأطيعوه، قالت الحكماء : العبودية ترك العصيان، وملازمة الذلّ والانكسار، وقيل : العبودية أربعة أشياء : الوفاء بالعهود، والحفظ للحدود، والرّضا بالموجود، والصبر على المفقود.
) ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ( برّاً بهما وعطفاً عليهما. وقرأ ابن جني :( إحسانٌ ) بالرفع، أي وجب الإحسان بهما، ) وبذي القربى واليتامى والمساكين ( عن أبي هريرة أن رجلا شكا إلى النبي ( ﷺ ) قسوة قلبه، فقال :( إن أردت أن يلين قلبك فاطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم وأطعمه ).
) والجار ذي القربى ( : قرأ العامة بالخفض عطفاً على الكلام الأول، وقرأ ابن أبي عبلة :) والجار ( وما يليه نصباً. و ) الجار ذي القربى ( ذو القرابة ) والجار الجُنب ( البعيد الذي بينك وبينه قرابة، وقال الضحاك : هو الغريب من قوم آخرين، وقرأ الأعمش والفضل :( والجار الجنب ) بفتح الجيم وسكون النون، وهما لغتان : رجل جَنْب وجُنُب وجانب وأجنب وأجنبيّ، إذا لم يكن قريباً، وجمعها أجانب، وقال الاّعشى :
أتيت حريثاً زائراً عن جنابة
فكان حريث في عطائي جامدا
أي عن غربة من غير قربة، ومنه يقال : اجتنب فلان فلاناً، إذا بعد منه، ومنه قيل للمجنب : جنب لاعتزاله الصّلاة، وبُعده من المسجد حتى يغتسل، وقال نوف البكالي : الجار الجُنب هو الكافر، ) والصاحب بالجنب ( يعني الرفيق في السفر، قال ابن عباس ومجاهد وأبو جعفر وعكرمة وقتادة، عن سعيد بن معروف بن رافع، عن أبيه، عن جدِّه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( التمسوا الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق ).
وقال بعضهم : الجار الجُنب هو الجار اللاصق داره بدارك، فهو إلى جنبك، وقال علي وعبد الله وابن أبي ليلى والنخعي : هو المرأة تكون معه إلى جنبه. ابن زيد وابن جريح : هو