" صفحة رقم ٣٠٧ "
ويخالطونهم وينصحونهم، فيقولون لهم لا تنفقوا أموالكم ؛ فإنّا نخشى عليكم الفقر، ولا ندري ما يكون، فأنزل الله عزّ وجلّ ) الذين يبخلون ( إلى قوله :) من فضله ( يعني المال.
وقال يمان : يعني يبخلون بالصدقة. الفضل بن فضالة، عن أبي رجاء قال : خرج علينا عمران بن حصين في مطرف من خزّ لم نره عليه قبل ولا بعد، فقال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( إنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة، أحبَّ أن يُرى أثر نعمته عليه ).
) وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً }
النساء :( ٣٨ ) والذين ينفقون أموالهم.....
) والذين ينفقون ( إلى الأخير، محل الذين نصب عطفاً على قوله :) الذين يبخلون (، وإن شئت جعلته في موضع الخفض عطفاً على قوله :) وأعتدنا للكافرين ( نزلت في اليهود، وقال السدي : في المنافقين، وقيل : في مشركي مكة المتفقين على عداوة رسول الله ( ﷺ )
) ومن يكن الشيطان له قريناً ( صاحباً وخليلا، وهو فعيل من الاقتران، قال عدي بن زيد :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
) فساء قريناً ( فبئس الشيطان قريناً، وقد نصب على التمييز، وقيل : على الحال، وقيل : على القطع بإلقاء الألف واللام منه، كما نقول : نعم رجلا، عبد الله، تقديره : نعم الرجل عبد الله، فلمّا حذف الألف واللام نصب، كقوله ) بئس للظالمين بدلا (، ) وساء مثلا (، و ) ساءت مرتفقاً (، ) وساءت مستقرّاً (، ) وحسن أُولئك رفيقاً (، و ) كبر مقتاً (، قال المفسرون :) فساء قريناً ( أي يقول :) ياليت بيني وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين (.
النساء :( ٣٩ - ٤٠ ) وماذا عليهم لو.....
) وماذا عليهم ( وما الذي عليهم ) لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا ممّا رزقهم الله وكان الله بهم عليماً إنّ الله لا يظلم مثقال ذرّة ( إلى آخر الآية، وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر، وأنفقوا مما رزقهم الله ؟ فإنّ الله لا يظلم أي لا يبخس ولا ينقص أحداً من خلقه من ثواب عمله شيئاً مثقال ذرّة مثلا، بل يجازيه بها ويثيبه عليها وهذا مثل يقول : إنّ الله لا يظلم مثقال ذرّة، فكيف بأكثر منها ؟ والمراد من الكلام : لا يظلم قليلا، لأن الظلم مثقال ذرّة لا ينتفع به الظالم، ولا يبين ضرره في المظلوم. وقيل :(... )، ودليله من التأويل قوله تعالى :) إنّ الله لا يظلم الناس شيئاً ( في الدنيا.


الصفحة التالية
Icon