" صفحة رقم ٣٢٣ "
النساء :( ٤٤ ) ألم تر إلى.....
قوله عزّ وجلّ :) ألم تر إلى الذين أُوتوا نصيباً من الكتاب ( يعني يهود المدينة، وقال ابن عباس : نزلت في رفاعة بن زيد بن السائب ومالك بن دخشم، كانا إذا تكلّم رسول الله ( ﷺ ) لويا لسانيهما وعاباه، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
) يشترون الضّلالة ( مختصر تقديره : ويشترون الضّلالة بالهدى ) ويريدون أن تضلّوا ( يا معشر المؤمنين، وقرأ الحسن تُضَلّوا، ) السبيل ( أي عن السبيل.
النساء :( ٤٥ ) والله أعلم بأعدائكم.....
) والله أعلم بأعدائكم ( منكم، فلا تستنصحوهم فإنهم أعداؤكم، ويجوز أن يكون ) أعلم ( بمعنى عليم ( كقوله تعالى :) وهو أهون عليه ( ) وكفى بالله وليّاً وكفى بالله نصيراً من الذين هادوا (، فإنّ شئت جعلتها متصلة بقوله ) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب (
النساء :( ٤٦ ) من الذين هادوا.....
) من الذين هادوا (، وإنّ شئت جعلتها منقطعة عنها مستأنفة، ويكون المعنى : من الذين هادوا مَن يحرّفون، كقوله :) وما منّا إلاّ له مقام معلوم ( اي من له مقام معلوم، وقال ذو الرمّة :
فظلوا ومنهم دمعُهُ سابق له
وآخر يذري دمعة العين بالمهل
يريد : ومنهم من دمعه.
) يحرّفون ( يغيّرون، ) الكلِمَ ( وقال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) :( الكلام عن مواضعه، يعني صفة محمد ( ﷺ )، وآية الرجم )، وقال ابن عباس : كان اليهود يأتون رسول الله ( ﷺ ) ويسألونه عن الأمر فيخبرهم، ويرى أنّهم يأخذون بقوله، فإذا انصرفوا من عنده حرّفوا كلامه. ) ويقولون سمعنا ( قولك ) وعصينا واسمع غير مسمع ( أي غير مقبول منك، وقيل : هو مثل قولهم : اسمع لا سمعت.
) وراعنا ( : وارعنا، وقد مضت القصة في سورة البقرة، ) ليّاً بألسنتهم وطعناً ( قدحاً ) في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا ( مكان راعنا ) لكان خيراً لهم وأقوم ( أصوب وأعدل، ) ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلاّ قليلا (
النساء :( ٤٧ ) يا أيها الذين.....
) يا أيها الذين أُوتوا الكتاب ( خاصة باليهود، ) آمنوا بما نزّلنا ( يعني القرآن، ) مصدقاً لما معكم ( قال ابن عباس : كلّم رسول الله ( ﷺ ) رؤساء من أحبار اليهود منهم عبد الله بن صوريا وكعب بن أسد، فقال لهم :( يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا، فوالله إنّكم تعلمون أنّ الذي جئتكم به لحقّ )، فقالوا : ما نعرف ذلك يا محمد وأنكروا وأصرّوا على الكفر، فأنزل الله عزّ وجلّ ) يا أيّها الذين أُوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدّقاً لما معكم (.