" صفحة رقم ٣٤٠ "
النساء :( ٦٥ ) فلا وربك لا.....
) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ( الآية.
نزلت في الزبير بن العوام وخصمه، واختلف في اسمه، فقال الصالحي : ثعلبة بن الحاطب، وقال الآخرون : حاطب بن أبي بلتعة وذلك أنهما اختصما إلى رسول الله ( ﷺ ) في شراج من الخزة كانا يستقيان به النخل فقال ( ﷺ ) إسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك، فغضب الرجل، فقال : يا رسول الله أكان ابن عمتك ؟ فتغيّر وجه رسول الله ( ﷺ ) أرسل يازبير ثم احبَسْ الماء حتى ترجع الجدد فاستوف حقك ثم أرسل إلى جارك.
وكان رسول الله ( ﷺ ) أشار إلى الزبير بالسقي له ولخصمه فلما احفظ رسول الله ( ﷺ ) استوعب الزبير حقه في صريح الحكم. ثم خرجا فمرّا على المقداد، فقال : لمن كان القضاء بالسقاية ؟ فقال : قضى لابن عمته، ولوى شِدْقَه.
ففطن به يهودي كان مع المقداد، فقال : قاتل الله فلولا يشهدون أنه رسول الله ثم يتهمونه كانوا أقضى منهم، وأيمُ الله لقد أذنبنا ذنباً مرة واحدة في حياة موسى ( عليه السلام ) فدعانا موسى إلى التوبة منه، وقال : فاقتلوا أنفسكم ففعلنا مع ذلك فقتلنا سبعين ألفاً في طاعة ربنا حتى رضي عنا.
فقال ثابت بن قيس بن شماس : أما والله إن الله ليعلم مني الصدق لو أمرني محمد أن أقتل نفسي لفعلت، فأنزل الله تعالى في شأن حاطب ابن أبي بلتعة، وليِّهِ شِدْقه ) فلا وربك لايؤمنون ( الآية.
وقال مجاهد والشعبي : نزلت في قصة بشر المنافق واليهودي اللذين اختصما إلى عمر ( رضي الله عنه ) وقد مضت القصة.
قوله ) فلا ( يعني ليس الأمر كما يزعمون انهم مؤمنون ثم لايرضون بحكمك ويصدون عنك ثم استأنف القسم فقال ) وربك لايؤمنون ( ويجوز أن يكون لأصله كقولهم وهم ممن يحكموك أي يجعلوك حكماً ) فيما شجر بينهم ( أي اختلف واختلط من أُمورهم والتبس عليهم حكمه، ومنه الشجر لا ختلاف أعضائه وقل يعطي الهودج شجار لتداخل بعضها في بعض.
قال الشاعر :
نفسي فداؤك والرماح شواهر
والقوم في ضنك للقاء قيام
) ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أنفُسِهِمْ حَرَجاً ( أي ضيقاً وشكاً ) مِمَّا قَضَيْتَ ( ومنه قيل للشجر الملتف الذي لا يكاد يوصل إليه حرج وحرجة وجمعها حراج