" صفحة رقم ٣٧٠ "
النساء :( ٩٥ ) لا يستوي القاعدون.....
) لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ ( الآية.
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : لما ذكر الله فضيلة المجاهدين على القاعدين عن غيرهم في الجهاد أتى عبد الله بن أم مكتوم وعبد الله بن جحش الأسدي وليس الأزدي وهما عميان فقال : يا رسول الله ذكر الله فضيلة المجاهدين على القاعدين فأمر بالجهاد وحالنا على ماترى ونحن نلبي الجهاد فهل لنا من رخصة فنزل ) غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ ( في البصر فهم من الذين جاهدوا مع المجاهدين لزمانتهم.
وروى مجاهد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لما نزلت هذه الآية ) لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ( قال ابن أم مكتوم : اللهم أنزل عذري، فنزلت ( غير أولي الضرر ) فوضعت بينهم وكان بَعد ذلك يغزو ويقول إدفعوا إليّ اللواء ويقول : أقيموني بين الصفين فإني لا ( استطيع ) أن أفرّ.
معمر عن ابن شهاب عن زيد بن ثابت قال : كنت جالساً عند رسول الله ( ﷺ ) وفخذه على فخذي وقد أملى عليّ ) لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ ( فعرض ابن أم مكتوم قال : فبقيت فخذ رسول الله على فخذي حتى كادت تتحطّم ونزلت عليه ) غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ ( وبقية الآية ) لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ ( عن الغزو أو الجهاد، الذين هم غير أولي الضرر وهم أولي الزمانة والضعف في الدين والبصر، والضرر مصدر، يقال : رجل ضرير من الضرر.
وروى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : أولي. الضرر.
) وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأمْوَالِهِمْ وَأنفُسِهِمْ ( أي ليس المؤمنين القاعدون عن الجهاد من غيرهم والمؤمنون المجاهدون غير أولي الضرر فإنهم يساوون المجاهدين، لأن الضرر أقعدهم عنه والضرر رفع على نعت القاعدين، ونُصِبَ على الاستثناء ) فَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ بِأمْوَالِهِمْ وَأنفُسِهِمْ عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَةً ( أي فضيلة ) وَكُلاّ ( يعني المجاهد والقاعد ) وَعَدَ اللهُ الحُسْنَى ( ومن يجاهد ( الجنّة، وزاد ) من فضل المجاهدين فقال ) وَفَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدِينَ أجْراً عَظِيماً }
النساء :( ٩٦ ) درجات منه ومغفرة.....
) دَرَجَات مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ( قال : كان يقال : الإسلام درجة، والهجرة في سبيل الله درجة، والجهاد في الهجرة درجة والقتل في الجهاد درجة.
وقال ابن ( محيريز ) في هذه الآية : هي سبعون درجة مابين كل درجتين عدد ( حضر الفرس الجواد المضمر ) سبعين خريفاً.


الصفحة التالية
Icon