" صفحة رقم ٣٨٩ "
قال أهل المعاني : معنى قوله ( فليغيرن خلق الله ) إن الله خلق الانعام لتركبوها وتأكلوها فحرموها على أنفسهم، وخلق الشمس والقمر والحجارة مسخرة للناس ينتفعون بها فعبدها المشركون فغيروا خلق الله ) وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً ( أي ربّاً ) مِنْ دُونِ اللهِ ( فيطيعوه ) فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً (
النساء :( ١٢٠ ) يعدهم ويمنيهم وما.....
يعدهم إلا يلقون خيراً ) وَيُمَنِّيهِمْ ( الفقر ألاّ ينفقون في خير ولايصلون رحماً، فقال يمينهم ان لابعث ولاجنة ولانار ) وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُوراً ( أي باطلاً
النساء :( ١٢١ ) أولئك مأواهم جهنم.....
) أُوْلَئِكَ مَأوَاهُمْ جَهَنَّمُ ( يعني مصيرهم جهنم ) وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً ( أي منعاً قال عوف : بلغني من المؤمن بكيده من الشيطان بأكثر من مضر لو أبدلهم الله له لمات، وإن قيل خبرونا عن قول إبليس ) لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً ( كيف علم ذلك ؟
يقال : قد قيل في هذا أجوبة، منها : إن قالوا إنّ الله تبارك وتعالى كان خاطبه بقوله ) لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِن الجنّة والناس أجْمَعِينَ ( فعلم إبليس انه ينال من ذرية آدم ما يتمناه.
ومنها : ان قالوا إنه لما وسوس لآدم نال منه ما نال، طمع في ولده ولم ينل من آدم جميع ما يتمناه من الغواية فكذلك طمع في بعض ولده وأيس من جميعهم.
ومنها ان قالوا ان ابليس قد عاين الجنة والنار وعلم ان الله خلقهما لأن يسكنهما من الناس والشياطين، فعلى هذا التأويل قال ) لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً ( وإن قيل : لخبرونا عن إضلال الشيطان هل إليه نجح فعله وانفاذ أمره أم لا ؟
يقال له : معنى إضلاله الدعاء إلى الضلالة والتزين له ولو كانت الضلالة إليه لأضل الخلق جميعاً ولذلك مَنّ به أباهم
النساء :( ١٢٢ ) والذين آمنوا وعملوا.....
) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ( أي من تحت الغرف والمساكن ) خَالِدِينَ فِيهَا أبَداً وَعْدَ اللهِ حَقّاً وَمَنْ أصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلا ( أي وهذا
النساء :( ١٢٣ ) ليس بأمانيكم ولا.....
) لَيْسَ بِأمَانِيِّكُمْ وَلا أمَانِيِّ أهْلِ الكِتَابِ (.
قال قتادة والضحاك : إن المسلمين وأهل الكتاب تناظروا، فقال أهل الكتاب : نبينا قبل نبيكم وكتابكم، ونحن أولى بالله منكم، فقال المسلمون : نحن أولى بالله منكم ونبينا خاتم النبيين، وكتابنا ( يفي ) على الكتب التي كانت قبله فأنزل الله تعالى ) لَيْسَ بِأمَانِيِّكُمْ ( الآية.
وقال مجاهد : قالت قريش : لا نبعث ولانحاسب.
وقال أهل الكتاب ) لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إلاَّ أيَّاماً مَعْدُودَةً ( فأنزل الله ) لَيْسَ بِأمَانِيِّكُمْ وَلا أمَانِيِّ أهْلِ الكِتَابِ (.


الصفحة التالية
Icon