" صفحة رقم ٤٠٣ "
وقال الشاعر :
وخيل قد دلفت لها بخيل
تحية بينهم ضرب وجمع
ثم وصف المنافقين فقال
النساء :( ١٣٩ ) الذين يتخذون الكافرين.....
) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أوْلِيَاءَ ( أنصاراً وبطانة ) مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ أيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ العِزَّةَ ( يعني الرفد والمعونة والظهور على محمّد وأصحابه.
وقال الزجاج : العزة يعني المنعة والشدة والغلبة مأخوذ من قولهم : أرض عزاز أي صلبة لايفيد عليها شيء ويقال : إستعز على المريض إشتد وجعه، وقولهم يعز عليّ أي يشتد، وقولهم إذا عز الشيء لم يوجد فتأويله قد اشتد وجود وصف إن وجد ) فَإنَّ العِزَّةَ للهِ جَمِيعاً ( أي القدرة لله جميعاً وهو سيد الأرباب. ثم قال
النساء :( ١٤٠ ) وقد نزل عليكم.....
) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ ( يا معشر المسلمين بمكة ) فِي الكِتَابِ أنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ ( يعني القرآن ) يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيث غَيْرِهِ ( أي يأخذوا في حديث غير الإستهزاء بمحمد وأصحابه والقرآن.
وذلك إن المنافقين كانوا يجلسون إلى أحبار اليهود فيستهزئون بالقرآن ويكذبون به ويحرفونه عن مواضعه فنهى الله تعالى المسلمين عن مجالستهم ومخالطتهم، والذي نزل في الكتاب قوله تعالى ) وَإذَا رَأيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأعْرِضْ عَنْهُمْ ( الآية.
الضحاك عن ابن عباس : ودخل في هذه الآية كل محدث في الدين، وكل مبتدع إلى يوم القيامة.
الكلبي عن أبي صالح : صح هذا القول بقوله عز وجل وما على الذين يتقون الشرك والاستهزاء من حسابهم من شيء ولكن ذكرى أي ذكروهم وعظوهم بالقرآن لعلهم يتقون الاستهزاء بمحمّد والقرآن ) إنَّكُمْ إذاً مِثْلُهُمْ ( إذا قعدتم عندهم فأنتم إذاً مثلهم ) إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ٢ )
النساء :( ١٤١ ) الذين يتربصون بكم.....
) الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ ( أي ينتظرون بكم الدوائر يعني المنافقين ) فَإنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ ( يعني النصر والغنيمة ) قَالُوا ألَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ( على دينكم فأعطونا من الغنيمة ) وَإنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ ( يعني دولة وظهوراً على المسلمين ) قَالُوا ( يعني المنافقين ) ألَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ ( ألم نخبركم بعزيمة محمد ( ﷺ ) وأصحابه ونطلعكم على سرّهم.
وقال أهل اللغة : ألم نستحوذ عليكم ويغلب عليكم قال : إستحوذ أي غلب.
وفي الحديث كان عمر أحوذنا أي غالب أمرنا في الحق.
وقال العجّاج : يحوذهن وله حوذى.
( كما يحوذ الفئة ) الكميّ


الصفحة التالية
Icon