" صفحة رقم ٤١٨ "
ْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلُيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ( ٢
النساء :( ١٦٧ - ١٦٨ ) إن الذين كفروا.....
) إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالا بَعِيداً إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا ( يعني اليهود الذين علم الله تعالى منهم إنهم لايؤمنون ) لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً ( يعني دين الإسلام
النساء :( ١٦٩ - ١٧١ ) إلا طريق جهنم.....
) إلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ ( يعني اليهودية ) خَالِدِينَ فِيهَا أبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً ( إلى قوله تعالى ) يَا أهْلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا ( الآية نزلت في النسطورية والماريعقوبية والملكانية والمرقوسية وهم نصارى نجران وذلك إن الماريعقوبية قالوا لعيسى : هو الله، وقالت النسطورية : هو ابن الله، وقالت المرقوسية : هو روح الله، فأنزل الله تعالى ) يا أهل الكتاب ( يعني يا أهل الانجيل وهم النصارى ) لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ( أي لا تتشددوا في دينكم فتفتروا عليّ بالكذب، وأصل الغلو مجاوزة الحد في كل شيء، يقال : غلا بالجارية لحمها وعظمها إذا أسرعت الشباب فجاوزت لداتها يغلو بها غلواً وغلاء.
خالد المخزومي :
خمصانة فلق موشحها
رؤد الشباب غلا بها عِظَم
) وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إلاَّ الحَقَّ ( لا تقولوا أن لله شركاء أو ابناً، ثم بين حال عيسى وصفته فقال ) إنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ( وهو الممسوح المطهر من الذنوب والأدناس التي تكون في الناس كما يمسح للشيء من الاذى الذي يكون فيه فيطهر، عيسى ابن مريم لا ابن الله بل رسول الله ( وعبده قال :) إنّي عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبّياً ( ) ردَّ بهذا على اليهود والنصارى جميعاً ) وَكَلِمَتُهُ ( يعني قوله : كن، فكان بشراً من غير أب وذلك قوله تعالى ) كمثل آدم خلقه من تراب ( الآية وقيل : هي بشارة الله مريم بعيسى ورسالته إليها على لسان جبرئيل وذلك قوله تعالى ) إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بغلام اسمه المسيح ( وقال تعالى مصدّقاً بكلمة من الله ) ألْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ ( يعني أعلمها وأخبرها بها كما يقال : ألقيت إليك كلمة حسنة ) وَرُوحٌ مِنْهُ ( الآية.
قال بعضهم : معناه ونفخة منه وذلك أن جبرئيل نفخ في درع مريم فحملت بإذن الله، فقال :) وروح منه ( لأنه بأمره كان المسيح وربما لأنه ريح يخرج من الروح، قال ذو الرمة يصف شرر النار التي تسقط من القداحة


الصفحة التالية
Icon