" صفحة رقم ٤٢١ "
يُفْتِيكُمْ فِى الْكَلَالَةِ إِن امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُنْ لَّهَآ وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَآءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُْنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ ( ٢
النساء :( ١٧٤ - ١٧٦ ) يا أيها الناس.....
قوله تعالى ) يَا أيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ ( يعني محمد ( ﷺ ) إلى قوله تعالى ) يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلالَةِ (.
روى محمد بن المنكدر وابو الزبير عن جابر بن عبد الله قال : مرضت فأتاني رسول الله ( ﷺ ) يعودني هو وأبو بكر فلما غشياني فوجدني قد أغمي عليّ فتوضّأ رسول الله ( ﷺ ) ثم صَبّ عليّ من وضوئه فأفقت، فقلت : يا رسول الله كيف أصنع في مالي وكان لي سبع أخوات ولم يكن لي ولد ولا والد ؟ قال : فلم يجبني شيئاً ثمّ خرج وتركني ثم رجع إليّ وقال :( يا جابر إني لا أراك ميّتاً من وجعك هذا وإن الله عز وجل، قد أنزل في أخواتك وجعل لهن الثلثين )، وقرأ هذه الآية ) يستفتونك ( إلى آخرها.
وكان جابر يقول : نزلت هذه الآية فيَّ.
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في جابر وفي أخته أتى رسول الله ( ﷺ ) فقال : يا رسول الله إن لي أُختاً فما لي ( وما لها ).
فنزلت هذه الآية وابتدأ بالرجل، فيقال : إنه مات قبل أُخته.
سعيد عن قتادة قال : قال بعضهم على الكلالة فقالوا يا نبي الله ( ﷺ ) فأنزل الله عز وجل هذه الآية ) يستفتونك ( أي يستخبرونك ويسألونك ( قل الله يفتيكم في الكلالة ).
قال الشعبي : اختلف أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في الكلالة وقال أبو بكر : هو ما عدا الولد، وقال عمر : هو ما عدا الوالد.
ثم قال عمر : إني لأستحي من الله أن أُخالف أبا بكر.
وقال عمر ( رضي الله عنه ) : لأن يكون النبي ( ﷺ ) بينهنّ لكان أحب إلينا من الدنيا وما فيها، الكلالة والخلافة وأبواب الربا.
وقال محمد بن سيرين : نزلت هذه الآية والنبي ( ﷺ ) في مسيره إلى حجة الوداع، وإلى جنبه حذيفة بن اليمان ( وإلى جنبه عمر ) فبلغها النبي ( ﷺ ) إلى حذيفة وبلغها حذيفة إلى عمر وهو يسير خلف حذيفة، فلما استخلف عمر سأل حذيفة عنها ورجا أن يكون عنده تفسيرها، فقال له