" صفحة رقم ٥٩ "
ما زال مهري مزجر الكلب منهم
لدن غدوة حتى دنت لغروب
) ذرية طيّبة ( : نسلاً مباركاً تقيّاً صالحاً رضيّاً، والذرية تكون واحداً أو جمعاً ذكراً أو أنثى، وهو ههنا واحد يدل عليه قوله :) فهب لي من لدنك ولياً (، ولم يقل أولياء وإنّما أنث طيبة ؛ لتأنيث لفظ الذرية.
كما قال الشاعر :
أبوك خليفة ولدته أخرى
وأنت خليفة ذاك الكمال
فأنث ولدته ؛ لتأنيث لفظ الخليفة، فكما قال آخر :
فما تزدري من حية جبلية سكات
إذا ما غض ليس بأدردا
فأنث الجبلية ؛ لتأنيث لفظ الحية ثم رجع إلى المعنى، فقال : غض ؛ لأنه أراد حية ذكراً والحية تكون الذكر والانثى، وإنّما جوّز هذا فيما لم يقع عليه ؛ فلأن من الأسماء كالدابة والذرية والخليفة فإذا سمي بشيء من ذلك رجل هو كان من معنى رجلان، لم يجز تأنيث فعله ولا نعته فلا تقول من ذلك : حدثنا مغير الضبي، ولا يجوز حدثتنا مغيرة الضبية.
) إنك سميع الدعاء ( : أي سامعه وقيلَ مجيبه، لقوله تعالى :) إني آمنت بربكم فاسمعون ( : أي فأجيبون. وقولهم : سمع اللَّه لمن حمده : أي أجابه.
وأنشد :
دعوت اللَّه حتى خفتُ ألا
يكون اللَّه يسمعُ ما أقول : أي بكيتُ
قتادة عن أنس بن مالك قال : قال ( ﷺ ) ( أيما رجلٌ مات وترك ذرية طيبة أجرى اللَّه عليه مثل أجر عملهم لا ينقص من أجورهم شيئاً ).
آل عمران :( ٣٩ ) فنادته الملائكة وهو.....
) فنادته الملائكة ( : قرأ يحيى وثابت والأعمش وحمزة والكسائي وخلف : فناديه بالياء، وأبو عمارة وأبو عبيدة، وقرأ الباقون : بالتّاء وأخياره أبو حاتم : فإذا تقدم الفعل فأنت فيه بالخيار إنْ شئت أنَّثت وإن شئت ذكَّرت، إلاّ أنّ من قرأ بالتاء ؛ فلأجل تأنيث الملائكة للفظ والجمع مع إن الذكور إذا تقدم فعلهم وهو جماعة كان التأنيث فيه أحسن وأفصح كقوله :) قالت الأعراب أمنا (، ومَن ذكّر خلها.