" صفحة رقم ١٠ "
قتادة : هو أن يصلح معايشهم في الدنيا ولا يعجل لهم العقوبة فيها.
وقيل : إبتغاء الفضل للمؤمنين والمشركين عامّة، وابتغاء الرضوان للمؤمنين خاصة لأن الناس كانوا يحجون من بين مسلم وكافر، يدل عليه قراءة حميد بن قيس ) يبتغون فضلاً من ربّكم ( على الخطاب للمؤمنين، وهذه الآية منسوخة بقوله ) فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ( وقوله ) فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا (.
فلا يجوز أن يحجّ مشرك، ولا يأمن الكافر بالهدي والقلائد والحج.
) وإذا حللتم ( من إحرامكم ) فاصطادوا ( أمر إباحة وتخيير كقوله ) فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه ( ) ولا يجرمنكم شنآن قوم (.
روح ابن عبادة عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : أقبل رجل مؤمن كان حليفاً لأبي سفيان بن الهذيل يوم الفتح بعرفة لأنه كان يقتل حلفاء محمد ( ﷺ ) فقال رسول اللّه ( ﷺ ) ( لعن اللّه من قبل دخل الجاهلية ( ما شيء كان في الجاهلية إلاّ وهو ) تحت قدميّ هاتين إلاّ سدانة الكعبة وسقاية الحج فإنّهما مردودتان إلى أهليهما ).
وقال الآخرون : نزلت في حجاج كفار العرب، وقوله ) لا يجرمنّكم (، قرأ الأعمش وعيسى ويحيى بن أبي كثير : يجرمنكم بضم الياء وقرأ الباقون بالفتح، وهما لغتان ولو أن الفتح أجود وأشهر وهو اختيار أبي محمد وأبي حاتم، قال أبو عبيد : لأنها اللغة الفاشية وإن كانت الأُخرى مقبولة.
واختلفوا في معناه، فقال ابن عباس وقتادة : لا يحملنكم. قال أبو عبيد : يقال جرمني فلان على أن صنعت كذا أي حملني.
قال الشاعر، وهو أبو أسماء بن الضرية :
يا كرز إنك قد فتكت بفارس
بطل إذا هاب الكماة مجرّب
ولقد طعنت أبا عيينة طعنةً
جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
والمؤرج : لا يدعونكم. الفرّاء : لأكسبنكم، يقال فلان جُرمه أهله أي كافيهم.
وقال الهذلي يصف عقاباً :