" صفحة رقم ١١٤ "
وقال علي وأبو أمامة الباهلي : خطب بنا رسول اللّه ( ﷺ ) وقال :( إن اللّه كتب عليكم الحج ). فقام رجل من بني أسد يقال له عكاشة بن محسن فقال : أفي كل عام يا رسول اللّه ؟ فأعرض عنه حتى عاد مرتين أو ثلاثاً، فقال ( عليه السلام ) :( ويحك وما يؤمنك أن أقول نعم، واللّه لو قلت نعم لوجبت، ولو أوجبت ما استطعتم ولو تركتم لكفرتم فاتركوني كما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء، فأتوا منه ما استطعتم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ).
وقال مجاهد : نزلت هذه الآية حين قالوا لرسول اللّه عن البحيرة والسائبة ألا ترى يقول بعد ذلك ما جعل اللّه من بحيرة ولا سائبة الآية ) وإن تسألوا عنها حين ينزّل القرآن تبد لكم ( تسؤكم لأن القرآن إنما ينزل بإلزام فرض فيشق عليكم أو شيء كان حلالاً لكم ) عفا اللّه عنها واللّه غفور حليم }
المائدة :( ١٠٢ ) قد سألها قوم.....
) قد سألها قوم من قبلكم ( كما سألت ثمود صالحاً الناقة، وقوم عيسى المائدة ) ثم أصبحوا بها كافرين ( فأهلكوا.
روى مكحول الشامي عن أبي ثعلبة الخشني قال : إن اللّه فرض فرائض فلا تسبقوها ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها وحدّ حدوداً فلا تعتدوها وعفا عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها.
المائدة :( ١٠٣ ) ما جعل الله.....
) ما جعل اللّه ( ما أنزل اللّه ولا من اللّه ولا أمر به نظيره قوله ) إنا جعلناه قرآناً عربياً ( أي أنزلناه، ) من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام (.
وروى محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التميمي عن أبي صالح السمّان عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه ( ﷺ ) لأكتم بن الجون : يا أكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبة في النار، فما رأيت من رجل أشبه برجل منك به ولا بك منه، وذلك إنه أول من غيّر دين إسماعيل ونصب الأوثان، ونحر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، ولقد رأيت في النار يؤذي أهل النار ريح قصبه ) فقال أكثم : تخشَ أن يضرني شبهه يا رسول اللّه، قال :( لا أنت مؤمن وهو كافر ).
قال : وذلك أن الناقة إذا تابعت ثنتي عشرة إناثاً سيبت فلم يركب ظهرها ولا يجز وبرها ولم يشرب لبنها إلاّ ضيف، فما نتجت بعد ذلك من أنثى شق أذنها ثم يخلى سبيلها مع إنها في الإبل يركب ظهرها ولا يجز وبرها ولم يشرب لبنها إلاّ ضيف كما فعل بأُمها وهي البحيرة بنت السائبة.
وقال ابن عباس : على إنهم كانوا إذا نتجت الناقة خمسة أبطن نظروا في البطن الخامس،