" صفحة رقم ١٣٨ "
قال أبو روحى : إن من الخلق ما يستقر نهاراً وينتشر ليلاً ومنها ما يستقر ليلاً وينتشر نهاراً.
وقال عبد العزيز بن يحيى ومحمد بن جرير : كلّ ما طلعت عليه الشمس وغيبت فهو من ساكن الليل والنهار والمراد جميع ما في الأرض لأنه لا شيء من خلق اللّه عز وجل إلاّ هو ساكن في الليل والنهار، وقيل : معناه وله ما يمر عليه الليل والنهار.
وقال أهل المعاني : في الآية لغتان واختصار مجازها : وله ما سكن وشرك في الليل والنهار كقوله ) سرابيل تقيكم الحر والبرد ( وأراد في كل شيء ) وهو السميع ( لأصواتهم ) العليم ( بأسرارهم.
وقال الكلبي : يعني هو السميع لمقالة قريش العليم بمن يكسب رزقهم
الأنعام :( ١٤ ) قل أغير الله.....
) قل ( يا محمد ) أغير اللّه أتخذ ولياً ( رباً معبوداً وناصراً ومعيناً ) فاطر السماوات والأرض ( أي خالقها ومبدعها ومبدئها وأصل الفطر الشق ومنه فطر ناب الجمل إذا شقق وابتدأ بالخروج.
قال مجاهد : سمعت ابن عباس يقول : كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني اعرابيان يختصمان في بعير. فقال أحدهما لصاحبه : أنا فطرتها، أنا أحدثتها ) وهو يطعم ولا يطعم ( أي وهو يرزق ولا يرزق وإليه قوله عز وجل ) ما أريد منهم من رزق وما أريد منهم أن يطعمون (.
وقرأ عكرمة والأعمش : ولا يَطعم بفتح الياء أي وهو يرزق ولا يأكل.
وقرأ أشهب العقيلي : وهو يُطعِم ولا يُطعَم كلاهما بضم الياء، وكسر العين.
قال الحسن بن الفضل : معناه هو القادر على الإطعام وترك الإطعام كقوله ) يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر (.
وسمعت أبا القاسم الحبيبي يقول : سمعت أبا منصور الأزهري بهراة يقول : معناه وهو يطعم ولا يستطعم، يقول العرب : أطعمت غيري بمعنى استطعمت.
وأنشد :
إنّا لنطعم من في الصيف مطعماً
وفي الشتاء إذا لم يؤنس القرع
أي استطعمنا وقيل : معناه وهو يطعم يعني اللّه ولا يطعم يعني الولي ) قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ( أخلص ) ولا تكونن ( يعني وقيل لي : ولا تكونن ) من المشركين (
الأنعام :( ١٥ ) قل إني أخاف.....
) قل إني أخاف إن عصيت ربي ( تعبدت غيره ) عذاب يوم عظيم ( وهو يوم القيامة.
الأنعام :( ١٦ ) من يصرف عنه.....
) من يصرف عنه يومئذ ( يعني من يُصَرف الغضبُ عنه.
وقرأ أهل الكوفة : يصرف بفتح الياء وكسر الراء على معنى من صرف اللّه عنه العذاب، واختاره أبو عبيدة وأبو حاتم لقوله ) من اللّه ( بأن قبل فيما قبله :) قل لمن ما في السماوات