" صفحة رقم ١٤١ "
قال الحسن : فلا أحد أظلم ) ممن افترى ( اختلق ) على اللّه كذباً ( فأشرك به غيره ) أو كذب بآياته ( يعني القرآن.
قال الحسن : كل ما في القرآن بآياتنا وآياته يعني به الدين بما فيه ) لا يفلح الظالمون ( الكافرون
الأنعام :( ٢٢ ) ويوم نحشرهم جميعا.....
) ويوم نحشرهم ( العابدين والمعبودين ) جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ( إنما يشفع لكم عند ربكم
الأنعام :( ٢٣ ) ثم لم تكن.....
) ثم لم تكن فتنتهم ( يعني قولهم وجوابهم، وقيل : معذرتهم، والفتنة : الاختبار، ولمّا كان سؤالهم يخبر به لإظهار ما في قلوبهم قيل : فتنة.
) إلاّ أن قالوا واللّه ربنا ما كنا مشركين ( وذلك إنهم يوم القيامة إذا رأوا مغفرة اللّه عز وجل وتجاوزه عن أهل التوحيد. قال بعضهم لبعض : تعالوا نكتم الشرك لعلنا ننجوا مع أهل التوحيد ) ويقولون واللّه ربنا ما كنا مشركين ( فيقول اللّه تعالى لهم :) أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ( وتدعون أنهم شركائي ثم نختم على أفواههم وتشهد جوارحهم عليهم بالكفر وذلك قوله
الأنعام :( ٢٤ ) انظر كيف كذبوا.....
) أنظركيف كذبوا على أنفسهم وضل ( زال وبطل ) عنهم ما كانوا يفترون ( من الأصنام
الأنعام :( ٢٥ ) ومنهم من يستمع.....
) ومنهم من يستمع إليك ( الآية، قال : إجتمع أبو سفيان بن حرب والوليد بن المغيرة والنضر بن الحرث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية وأُبي إبنا خلف والحرث بن عامر استمعوا حديث رسول اللّه ( ﷺ ) فقالوا : للنضر يا أبا فتيلة ما يقول محمد، قال : والذي جعلها بيته يعني الكعبة قال : ما أدري ما يقول إلاّ إنه يحرك لسانه ويقول :) أساطير الأولين (، مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية وكان النضر كتب الحديث عن القرون وأخبارها.
فقال أبو سفيان : إني لأرى بعض ما يقول خفياً، فقال أبو جهل : كلا فأنزل اللّه تعالى :) ومنهم من يستمع إليك ( وإلى كلامك ) وجعلنا على قلوبهم أكنة ( غشاوة وغطاء ) أن يفقهوه ( يعلموه ) وفي آذانهم وقراً ( ثقلاً وصماً ) وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلاّ أساطير الأولين ( يعني حكاياتهم إسطورة وإسطارة.
وقال بعض أهل اللغة : هي التُّرَّهّات والأباطيل والبسابس وأصلها من سطرت أي كتبت
الأنعام :( ٢٦ ) وهم ينهون عنه.....
) وهم ينهون عنه ويناؤن عنه (.
قال مقاتل : نزلت في أبي طالب وإسمه عبد مناف وذلك إن النبي ( ﷺ ) كان عند أبي طالب يدعو إلى الإسلام فاجتمعت قريش إلى أبي طالب يريدون سوءاً بالنبي ( ﷺ ) فقال أبو طالب :
واللّه لن يصلوا إليك بجمعهم
حتى أوسّد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة
وابشر بذلك وقر منك عيونا
ودعوتني وزعمت إنك ناصحي
ولقد صدقت وكنت ثم سببا
وفرضت ديناً لا محالة إنه
من خير أديان البرية دينا


الصفحة التالية
Icon