" صفحة رقم ١٧٠ "
وكان يكتب للنبي ( ﷺ ) فكان إذا قال سميعاً عليماً كتب هو عليماً حكيماً، وإذا قال عليماً حكيماً كتب غفوراً رحيماً، وأشباه ذلك فلما نزلت ) ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ( الآية. أملاها رسول اللّه عجب عبد اللّه من تفصيل خلق الإنسان فقال تبارك اللّه أحسن الخالقين. فقال رسول اللّه ( ﷺ ) ( أكتبها فهكذا نزلت ) فشك عبد اللّه وقال : لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي إليّ كما أوحي إليه ولئن كان كاذباً لقد قلت ( كما كتب ) فارتدّ عن المسلمين ولحق بالمشركين، وقال لهما : عليكم بمحمد لقد كان يملي عليّ فأغيره وأكتب كما أُريد.
ووشى بعمار وجبير عبد لبني الحضرمي يأخذوهما وعذبوهما حتى أعطياهما الكفر وجذع أذن عمار يومئذ فأخبر عمار النبي ( ﷺ ) بما لقي وبما أعطاهم من الكفر فأبى النبي ( ﷺ ) أن يتولاّه هؤلاء فأنزل اللّه عز وجل فيه، وفي خبر : وابن أبي سرح ) من كفر باللّه من بعد إيمانه ( إلى قوله ) بالكفر (.
يعني عبد اللّه بن سعيد بن أبي سرح ثم رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة إذ نزل النبي ( ﷺ ) ( بمرط هران ) ) ولو ترى إذ الظالمون ( وهم الذين ذكرهم اللّه ووصفهم قبل ) في غمرات الموت ( سكراته وهي جمع غمرة وغمرة كل شيء كثرته ومعظمه وأضل الشيء الذي يغمر الأشياء فيغطيها ومنه غمرة الماء ثم استعملت في معنى الشدائد والمكاره ) والملائكة باسطوا أيديهم ( بالعذاب والضرب وجوههم وأدبارهم كما يقال بسط يده بالمكروه ) أخرجوا ( أي يقولون أخرجوا ) أنفسكم ( أرواحكم كرهاً لأنّ نفس المؤمن تنشط للخروج للقاء ربه، والجواب محذوف يعني ولو تراهم في هذا الحال لرأيت عجباً.
) اليوم تجزون ( تثابون ) عذاب الهون ( أي الهوان ) بما كنتم تقولون على اللّه غير الحق وكنتم عن آياته ( يعني محمداً ( ﷺ ) والقرآن ) تستكبرون ( تتعظمون.
قال النبي ( ﷺ ) ( من سجد للّه سجدة فقد برىء من الكبر
الأنعام :( ٩٤ ) ولقد جئتمونا فرادى.....
) ولقد جئتمونا فرادى ( هذا خبر من اللّه تعالى أنه يقول للكفار يوم القيامة : ولقد جئتمونا فرادى وجدانا لا مال معكم ولا زوج ولا ولد ولا خدم ولا حشم.
قال الحسن : ولقد جئتمونا فرادى كل واحدة على حدة.
وقال ابن كيسان : مفردين من المعبودين، وفرادى جمع فردان مثل سكران وسكارى