" صفحة رقم ١٨٢ "
قالوا : إن الشيطان إذا أغوى المؤمن وعجز عن إغوائه ذهب إلى متمرد من الإنس وهو شيطان من الإنس فأغراه المؤمن.
قال أبو طلحة ما روى عوف بن مالك عن أبي ذر قال : قال رسول اللّه ( ﷺ ) ( يا أبا ذر هل تعوذت باللّه من شر شياطين الإنس والجن ) قال : يا رسول اللّه فهل للإنس من شياطين ؟ قال : نعم هو شر من شياطين الجن.
وقال النبي ( ﷺ ) ( ما منكم من أحد إلاّ وقد وكّل قرينه من الجن ) قيل : ولا أنت يا رسول اللّه ؟
قال :( ولا أنا إلاّ أن اللّه قد أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلاّ بخير ).
وقال مالك بن دينار : إن شيطان الإنس أشد من شيطان الجن وذلك إني إذا تعوذت باللّه ذهب عني شيطان الجن، وشيطان الإنس يحبني فيجرني إلى المعاصي عياناً ) يوحي بعضهم إلى بعض ( أي يلقي ) زخرف القول غروراً ( وهو القول المموّه والمزّين بالباطل، وكل شيء حسّنته وزينته فقد زخرفته ثم ) ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون }
الأنعام :( ١١٣ ) ولتصغى إليه أفئدة.....
) ولتصغى ( أي ولكي تميل.
وقال ابن عباس : ترجع يقال : صغى يصغى صغاً وصغى يصغى ويصغو صغواً وصغواً إذا مال.
قال الفطامي :
أصغت إليه هجائن بنحدودها
آذانهن تلى الحداة السوق
ترى عينها صغواء في جنب ماقها
تراقب كفي والقطيع المحرما
) إليه ( يعني إلى الزخرف والغرور، ويقال : صغو فلان معك، وصغاه معك أي ميله وهواه.
وقرأ النجعي : ولتصغي بضم التاء وكسر الغين أي تميل، والإصغاء الإمالة. ومنه الحديث إن رسول اللّه ( ﷺ ) كان يصغي الإناء للهرة.
) أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ( الأفئدة جمع الفؤاد مثل غراب وأغربة ) وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون ( أي وليكتسبوا ما هم مكتسبون.