" صفحة رقم ١٩٠ "
وبعد ذلك ) سلام قولاً من ربّ رحيم (. فلما كان حالات أهل الجنة مقرونة بالسلام إما من الخلق وإما من الحق سمّاها اللّه دار السلام ) وهو وليهم ( ناصرهم ومعينهم ) بما كانوا يعملون (.
قال الحسن بن الفضل : يعني يتولاهم في الدنيا بالتوفيق وفي الآخرة بالجزاء.
الأنعام :( ١٢٨ ) ويوم يحشرهم جميعا.....
) ويوم يحشرهم جميعاً ( الجن والإنس يجمعهم في يوم القيامة فيقول :) يا معشر الجن والإنس قد استكثرتم من الإنس ( أي من إضلال الناس وإغوائهم ) وقال أولياؤهم من الإنس ( الذين أطاعوهم ) ربنا استمتع بعضنا ببعض (.
قال الكلبي : إستمتاع الإنس بالجن. هو أن الرجل إذا سافر أو خرج فمشى بأرض قفر أو أصاب صيداً من صيدهم فخاف على نفسه منهم. فقال : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه فيثبت جواز منهم، واستمتاع الجن بالإنس هو أن قالوا : قد سدنا الإنس مع الجن حتى عاذوا بنا فيزدادون شرفاً في قومهم وعظماً في قومهم وهذا معنى قوله تعالى ) وإنه كان رجال من الإنس (. الآية.
وقال محمد بن كعب وعبد العزيز بن يحيى : هو طاعة بعضهم بعضاً وموافقة بعضهم بعضاً وقيل : إستمتاع الإنس بالجن بما كانوا يأتون إليهم. من الأراجيف والسحر والكهانة، فاستمتاع الجن بالإنس إغراء الجن الإنس واتباع الإنس إياهم ) وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا ( يعني الموت والبعث. قال اللّه تعالى ) قال النار مثواكم خالدين فيها إلاّ ما شاء اللّه ( يعني قدّر مدة ما بين بعثهم إلى دخولهم جهنم.
قال ابن عباس : هذا الإستثناء هو أنه لا ينبغي لأحد أن يحكم على اللّه في خلقه لا يولهم جنة ولا ناراً.
وقال الكلبي : إلا ما شاء اللّه وكان ما شاء اللّه أبداً.
وقيل : معناه النار مثواكم خالدين فيها سوى ما شاء الله من أنواع العذاب وقيل : إلا ما شاء اللّه من إخراج أهل التوحيد من النار.
وقيل : إلا ما شاء اللّه أن يزيدهم من العذاب فيها.
وقيل : إلا ما شاء اللّه من كونهم في الدنيا بغير عذاب.
وقال عطاء : إلا ما شاء اللّه من الحق في عمله أن يؤمن فمنهم من آمن من قبل الفتح ومنهم من آمن من بعد الفتح.