" صفحة رقم ١٩٣ "
وقال أبان بن عثمان : ذرية بفتح الذال وكسر الراء خفيفة على قدر فعله، الباقون : بضم الذال مشددة، وهي لغات صحيحة. وقال ثعلب : الذرية بالكسر الأصل، والذرية بالضم الولد
الأنعام :( ١٣٤ ) إن ما توعدون.....
) إن ما توعدون لآت ( لجائي كائن ) وما أنتم بمعجزين ( بفائتين سابقين أي حيث كنتم يدرككم. والإعجاز أن يأتي بالشيء يعجز عنه خصمه ويقصر دونه فيكون قد قهره وجعله عاجزاً عنه
الأنعام :( ١٣٥ ) قل يا قوم.....
) قل ( يا محمد لهم ) يا قوم أعملوا على مكانتكم (.
قال ابن عباس : على ناحيتكم. قال ابن زيد : على حيالكم. يمان : على مذاهبكم. عطاء : على حالتكم التي أنتم عليها. مقاتل : على جديلتكم. مجاهد : على وتيرتكم. الكلبي : على منازلكم. وقيل : إعملوا ما أمكنكم.
قرأ السلمي وعاصم : مكاناً لكم على الجمع في كل القرآن.
) إني عامل ( يقول إعملوا ما أنتم عاملون فإني عامل ما أمرني ربي، وهذا أمر وعيد وتهديد لا أمر إباحة وإطلاق كقوله ) إعملوا ما شئتم (.
وقال الكلبي : معناه إعملوا ما أمكنكم من أمري فإني عامل في أموركم بإهلاك.
) فسوف تعلمون من تكون ( قرأ مجاهد وأهل الكوفة : يكون بالياء، الباقون : بالتاء، ) له عاقبة الدار ( يعني الجنة ) إنه لا يفلح الظالمون ( أي لا يأمن الكافرون.
قال عطاء : لا يبعد. وقال الضحاك : لا يفوز. وقال عكرمة : لا يبقى في الثواب.
الأنعام :( ١٣٦ ) وجعلوا لله مما.....
) وجعلوا للّه مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً (.
قال المفسرون : كانوا يجعلون للّه من حروثهم وأنعامهم وثمارهم وسائر أموالهم نصيباً وللأوثان نصيباً فما كان للصنم أنفق عليه، وما كان للّه أطعم الضيفان والمساكين ولا يأكلون من ذلك كله شيئاً فما سقط مما جعلوا للّه في نصيب الأوثان تركوه. وقالوا : إن اللّه غني عن هذا، وإن سقط مما جعلوه للأوثان في نصيب اللّه التقطوه فردوه إلى نصيب الصنم وقالوا : إنه فقير. وكانوا إذا بذروا ما وقع من بذر اللّه في حصة الصنم تركوه، وما وقع من حصّة الصنم في حصّة اللّه تعالى ردوه وان انفجر من سقي ماء جعلوه للشيطان في نصيب اللّه، شدّوه، وإن انفجر من سقي ماء جعلوه للّه في نصيب الشيطان تركوه. فإذا هلك الذي سموا لشركائهم أو أجدب وكثر الذي للّه، قالوا : ليس لآلهتنا بدّ من نفقة فأخذوا الذي للّه وأنفقوا على الهتهم فإذا أجدب الذي للّه وكثر الذي لآلهتهم قالوا : لو شاء اللّه لأزكى الذي له فلا يردون عليه شيئاً مما للآلهة فإذا أصابتهم السنة استعانوا بما جزوا منه ووفروا ما يجزون لشركائهم وذلك قوله تعالى مما ) ذرأ من


الصفحة التالية
Icon